قال وزير الخارجية الاسبق الدكتور أبو بكر عبد الله القربي: إن الحوثيين الآن أمام تحديان، تحد أمام الشعب اليمني وتحد آخر أمام دول الإقليم، وفيما يتعلق باتفاقية السلم والشراكة كثير من القضايا التي وقعوا عليها للأسف لم تنفذ. وأوضح القربي قائلاً: "مسؤولية الحوثيين اليوم هي أن يطمئنوا أولاً الشعب اليمني، وثانياً أن يطمئنوا دول الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية، لأن استمرارهم في التوسع وفي القيام ببعض الأعمال التي لا تتماشى مع الدستور ومع القانون تخلق قلقاً". ولفت وزير الخارجية السابق إلى أنه يجب أن يعرف الحوثيون أنهم إذا أرادوا بناء الدولة المدنية الحديثة لالتزموا بمخرجات الحوار الوطني وأيضاً بما جاء بالتوصيات المتعلقة بفريق عمل صعدة من حيث أنه يجب أن تكون هناك خطة عملية بالنسبة لترتيب أوضاع الجيش والأمن وهيكلته وانسحاب المليشيات المسلحة وتسليم الأسلحة، هذه هي المعايير التي سنحكم من خلالها على الحوثيين ومدى التزامهم بهذه الاتفاقيات. وأشار القربي في برنامج حواري بعنوان رحيل 2014م على قناة "سكاي نيوز" عربية مساء الجمعة ونشرت هذه التصريحات صحيفة "أخبار اليوم" إلى احتمال "عزل هادي في أي لحظة"، وقال: "هذه احتمالات واردة، لكن أعتقد أن أثرها على الحوثيين يمنياً وإقليمياً ودولياً سلبي جداً… وأنا لا أريد الآن أن اعتبر الحوثيين مليشيات مسلحة، ولكن كقوة سياسية لها جناح مسلح". وأكد الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام، أن المؤشرات تقول أن من حقهم أن يصلوا إلى السلطة، لكن كما أقررنا في مؤتمر الحوار الوطني أن السلطة لا تصل إليها بقوة السلاح وأن صندوق الاقتراع هو الوسيلة للوصول للسلطة. وأضاف: "يجب أن يكون الحل في هذه المرحلة هو الحل السياسي للأزمة من خلال تفاعل حقيقي. وقال إن الأحزاب السياسية مسؤوليتها اليوم أن تعيد مواقفها من المصالحة الوطنية، التي دعا إليها المؤتمر الشعبي العام قبل وصول الحوثيين إلى عمران، لافتاً إلى أن الرئيس هادي يتحمل المسؤولية في إيجاد الحلول باعتباره يمثل الشرعية التي يتمسك بها كل الأطراف وإذا فقدنا هذه الشرعية ستدخل البلد في دوامة الفراغ الدستوري الذي قد يؤدي إلى الكارثة". وأكد وزير الخارجية السابق قائلاً: "يجب أن تلتفت كل الأحزاب وعلى الرئيس أن يرى الخلل الذي حدث خلال المرحلة الماضية لأن في مخرجات الحوار هناك ألغام مثل الدستور"، مضيفاً "على الرئيس أن يجمع الأحزاب لكي يهيئ لمرحلة قادمة من خلال الدستور والانتخابات البرلمانية والدستور، وعلى الحوثيين أن يكونوا فاعلين في هذه العملية إذا رفض الحوثيون ذلك على الأحزاب أن تلزم الحوثيين لفعل ذلك". ولفت الدكتور القربي موجهاً حديثه للحوثيين قائلاً: "الانتصارات التي تتحقق بالسلاح ستهزم بالإرادة الشعبية إذا لم تستوعب مطالب الشعب وطموحاته"، موضحاً أن الحوار والحل السياسي هو الوسيلة التي سوف تخرج اليمنيين من الأزمات ومن الحروب الأهلية، ولكنه يتطلب إلى استشعار القوى الحزبية للخطر الداهم وعدم الرهان على القوى الخارجية". وأردف القربي قائلاً: "الإقصاء خلال السنوات الثلاث الماضية أدى إلى التذمر وإلى إعطاء الحوثيين نوعاً من الشعبية، مؤكداً تعيين مبعوث مجلس التعاون الخليجي سوف يعطي فرصة لتصحيح مسار المبادرة الخليجية وأن تكون التقارير التي ترفع إلى مجلس الأمن أكثر حيادية وستضبط إيقاع مجلس الأمن".