لا زالت جماعة الحوثي المسلحة تستميت في محاولة الدخول إلى الجنوب من بوابة محافظة تعز، التي تقف حجرة عثرة أمام تقدم الحوثيين. ففي حين كشفت مصادر خاصة ل «الخبر» في وقت سابق، عن أن القائد الميداني للحوثيين أبو علي الحاكم جهّز 60 طقماً مسلحاً تابعاً للحوثيين في مدينة القاعدة المتاخمة لتعز استعداداً لاقتحام المحافظة فور استكمال الترتيبات، على أن يتولى اللواء عبد الرزاق المروني الموالي للحوثيين اختراق صفوف الجيش في محافظة تعز، أكدت مصادر أخرى أن الرئيس هادي منح الحوثيين الضوء الأخضر للتمدد في محافظة تعز. وفي هذا السياق تحدث الكاتب والمحلل السياسي اليمني ياسين التميمي عن السبب الذي يمنع الحوثيين من دخول محافظة تعز. وأرجع التميمي في حديث ل «الخبر» سبب ذلك إلى أن الحرس الجمهوري المنحل الذي يسيطر عسكريا وأمنيا على المدينة لم يتلق أوامر من صالح. وقال: «على ما يبدو أن هناك تفاهما محليا وإقليميا على عدم تسليم تعز للحوثيين كما جرى في بقية المحافظات»، مشيراً إلى أن الحوثيين لا يستطيعون دخول تعز اعتمادا على القوة العسكرية الخاصة بهم. وأوضح أن تعز تشرف على مضيق باب المندب وسيطرة الحوثيين عليها قد يشكل استفزازا للجارة السعودية على وجه الخصوص، منوهاً بأن ذلك من شأنه أن يولد عزلة لحكومة هادي الضعيفة. وتابع التميمي: «تعز هي معقل ثورة الشباب ومعقل كل الثورات اليمنية وتسليمها للحوثيين قد يفتح باب خطير للتصفيات والدماء، ولهذا خطورته على الوحدة الوطنية، لأن اليمن لم يتعافى من الآثار النفسية والاجتماعية للحرب الأهلية في أواخر ستينيات القرن الماضي». وكان النائب عبدالعزيز جباري كشف عن مؤامرات تحاك ضد تعز، موضحا أن هناك اتفاق بين الرئيس الحالي عبدربه منصور هادي وسلفه الرئيس السابق علي عبد الله صالح وجهات اقليمية، لم يسمها، من أجل أن يتمدد الحوثي إلى محافظة تعز للسيطرة على باب المندب. وقال إن: «هناك كثير من المؤامرات على تعز، من الداخل والخارج ومن الاقليم، بل هناك من يطرح أن هناك اتفاقاً ما بين من في السلطة حالياً ومن خرج من السلطة وبين بعض الجهات الاقليمية لتمدد الحوثي حتى يصل إلى محافظة تعز، لأن السيطرة على محافظة تعز هو السيطرة على مضيق باب المندب.. مثل ما جرت المؤامرة على بقية المحافظات».