"لن ينجح إخراج ثلاثة معتقلين إلى الحرية في خفت الضوء عن مئات المعتقلين السياسيين والنشطاء القابعين في السجون السعودية"، بهذه الكلمات عرضت قناة "نبأ" تقريرا حول خبر قيام السلطات السعودية مؤخرا بالإفراج عن ثلاثة معتقلين سعوديين من بينهم الناشطة الحقوقية (سعاد الشمري)، وأحد علماء السعودية (الشيخ عبدالرحمن السديس)، وثالث من قيادات العمل الخيري بالمملكة وهو الشيخ (عقيل العقيل). الناشطة السعودية سعاد الشمري كانت أول من أفرجت عنهم السلطات السعودية بعد تولي الملك سلمان بن عبد العزيز حكم البلاد، حيث أكدت في أول مقابلة لها بعد الإفراج عنها أن قلبها بقي يحترق على سجناء الرأي الذين بقوا خلفها رازحين في السجون. الشمري أكدت كذلك أنه من غير المتوقع أن يتم الإفراج في الوقت الراهن عن المدوّن رائف بدوي والناشط الحقوقي وليد أبو الخير, وأعربت عن أسفها كون العفو الملكي لا يشمل سجناء الرأي والنشطاء والحقوقيين. وتحدثت الناشطة في التقرير الذي عرضته قناة (النبأ) عمّا وصفته بكابوس اعتقالها الذي دام ثلاثة أشهر بتهمة الإساءة للإسلام، حيث سُجنت في زنزانة تفتقر لأدنى المواصفات، وقالت إن ظروف اعتقالها كانت أسوأ مما توقعت. وأكّدت الشمري أن الإفراج عنها لم يكن نتيجة للعفو الملكي، بل بعد مفاوضات لم تكشف عنها مع السلطات، وأشارت إلى أن من بين شروط إطلاق سراحها هو عدم مشاركتها في مؤتمرات دولية معادية للحكومة، وألا ترتبط بالليبرالية الدولية، وأن تمتنع عن انتقاد المؤسسات الرسميّة، وهو ما اعتبره نشطاء انتقاصا لأبسط حقوق الإنسان، واعتقالاً من نوع آخر. وفي سياق مرتبط، وبعد عامين على انتهاء محكوميته التي وصفها نشطاء بالجائرة, أفرجت السلطات عن الدكتور عبد الرحمن السديس. السديس وهو أستاذ الشريعة في جامعة أم القرى وإمام جامع الفرقان في مكةالمكرمة، كان قد اعتقل في العام 2003 بعد انتقاده في خطبة الجمعة مداهماتٍ واسعة وعشوائية نفذتها قوات الأمن الخاصة في مكة، وقد صدر حكم بسجنه عشرة أعوام. من جانبه أكد رئيس منظمة القسط الحقوقية يحيى عسيري أن الإفراج عن السديس لا يعطي أي مؤشر إيجابي، وقال إن السديس خضع لمحاكمة هزلية وخرج بعد انتهاء محكوميته بعامين، مشددا على أن العدالة هي ألا يُعتقل من الأساس. وبحسب مراقبين سعوديين فإن الأمل بدأ يعود بقرب الإفراج عن علماء معتقلين بالسعودية مثل الداعية السعودي خالد الراشد بعد قرار السلطات السعودية بالإفراج عن الشيخ عبدالرحمن السديس والشيخ عقيل العقيل. وفي السياق ذاته أفرجت السلطات السعودية عن الشيخ عقيل العقيل والذي عمل مديرا لمؤسسة الحرمين حتى سُمي "أبو العمل الخيري" السعودي وكان على رأس قائمة رموز العمل الخيري إلى أن أقيل بعد اتهام الحكومة الأمريكية له وللمؤسسة بتمويل "الإرهاب". واستبشر الداعية السعودي سلمان العودة بقرب الإفراج عن باقي العلماء المعتقلين في السعودية في تغريدة عبر حسابه على تويتر: "الحمد لله على سلامتكم.. أجر وفرج ورفعة وفاتحة خير لإفراجات أخرى بإذن الله".