قالت صحيفة «عكاظ» السعودية إن تطهير صنعاء من الحوثيين وأنصار صالح أصبح في حكم المؤكد، مشيرة إلى أن الحوثيين فقدوا البوصلة في صنعاء، وأصبح هاجس المؤامرة هو المسيطر على تفكير قياداتهم التي دأبت على نهج هذا الأسلوب في تمددها وتصفية الحسابات مع خصومها. وقال زعيم قبلي، إن شيوخ القبائل وفعاليات من داخل صنعاء، تعقد اجتماعات متواصلة لوضع الخطط المناسبة لتحرير العاصمة من براثن الحوثيين الذين عاثوا فيها فسادا، موضحا أن مجاميع من المقاومة الشعبية السرية أصبحت جاهزة لطرد المتمردين ومن يتحالف معهم من صنعاء. وأشار إلى أن الحوثيين يعيشون وضعا مأساويا وخلافات مستمرة في ما بينهم، لأنهم يدركون بأن أيامهم معدودة في صنعاء بل إنهم وصلوا إلى قناعة تامة بأن الشعب اليمني يرفض وجودهم في السلطة، وأن من كانوا يؤيدونهم وتحديدا في صنعاء كانوا يؤيدونهم بدافع الخوف من تسلطهم وغطرستهم التي زجت بالآلاف في السجون. وأوضح عضو بارز في القيادة العامة للمقاومة الشعبية في صنعاء، أنهم قادرون على طرد الحوثي خلال ساعات، إلا أنهم يحرصون على أن تكون الخسائر في الأرواح قليلة جدا. وقال إن صنعاء وبشكل شبه كلي تنتظر الفرصة السانحة للانقضاض على من غيروا وجهها الجميل، ونكلوا بسكانها الآمنين، وعبثوا بتاريخها ومحاولاتهم تسليم اليمن لأجندات خارجية. وبيّن أن المجاميع السرية عالية التدريب ومسلحة بأفضل وأحدث المعدات الحربية، وسيرى كل من يتابع الأوضاع في اليمن أن صنعاء هي من ستنتقم من الحوثيين وصالح وأتباعه، وستسجل للتاريخ أنها لم ولن تقبل وجود كل من يريد باليمن وجيرانه سوءا. وفي السياق شهدت العديد من المحافظاتاليمنية، أمس، انهيارات كبيرة للمتمردين الحوثيين أمام قوات «الشرعية» (المقاومة الشعبية والجيش الوطني)، في الوقت الذي يعتقد فيه أن المقاومة تعتزم دحرهم من العاصمة صنعاء مع حلول الذكرى الأولى لاجتياح الحوثيين لها في العام الماضي، فيما باتت القوات المؤيدة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي على مسافة 100 كيلومتر من العاصمة صنعاء، بعد سيطرتهم على مديرية عتمة التابعة لمحافظة ذمار الملاصقة لصنعاء. ونقلت صحيفة «القدس العربي» عن مصادر ميدانية القول إن المسلحين الحوثيين انهاروا بشكل متسارع وكبير، أمس، في محافظاتإب وشبوة والبيضاء، بالإضافة لخسائر عديدة في جبهتي مدينة تعز ومحافظة مأرب. وقالت هذه المصادر إن «هذه الانهيارات المتتالية والمتسارعة للميليشيا الحوثية جاءت في الوقت الذي خسر فيه الحوثيون محافظة أبين بالكامل واتجهت قوات المقاومة والجيش الوطني منها إلى محافظة البيضاء المجاورة لها والتي انتفضت المقاومة من داخلها لتسهم في وقوع انهيارات كبيرة في أوساط الجبهات الحوثية». في غضون ذلك أوضح مصدر عسكري أن المكاسب العسكرية التي حققتها قوات المقاومة الشعبية والجيش الوطني خلال الأيام القليلة الماضية في محافظاتإبوأبين وشبوة، وحاليا البيضاء وقبلها في تعز، أعطت جميعها مؤشرا قويا بأن الزحف العسكري يتجه نحو العاصمة صنعاء لتحريرها قبل حلول الذكرى الأولى من اجتياح الحوثيين لها في 21 أيلول (سبتمبر) من العام الماضي، والتي تتزامن أيضا مع حلول الذكرى السنوية الثالثة والخمسين لثورة أيلول (سبتمبر) 1992 ضد نظام الأئمة المذهبي الزيدي، الذي يحاول الحوثيون حاليا استرجاعه عبر لافتة الحوثية. وقال: إن «العمليات العسكرية الميدانية واضحة وتؤكد هذا التوجه نحو تحرير العاصمة صنعاء من ميليشيا الحوثي وقوات المخلوع صالح، بعد حصار للعاصمة من كافة الجهات الجنوبية، ومن جهة الغرب التي بدأت بالتحرك تدريجيا ضد الحوثيين والانحياز نحو الشرعية الدستورية بقيادة الرئيس هادي»، مشيرا إلى أنه بعد حصار العاصمة صنعاء لن يكون أمام الحوثيين وقوات علي صالح سوى الإذعان للأمر الواقع وتسليمها سلميا وعدم خوض المواجهات العسكرية فيها تفاديا لتدميرها في هذه المواجهات، حيث يجمع جميع الأطراف على ضرورة تجنيب العاصمة صنعاء أي مواجهات مسلحة.