أفاد الخبير العسكري والإستراتيجي اليمني الدكتور علي الذهب بأن معركة تحرير أو استعادة صنعاء لازلت غير مكتملة التحضير، بغض النظر عن الجلبة الإعلامية التي تخدع المقاومة وجمهورها، أكثر من كونها تجلب النفع. وأشار الذهب في تصريح خاص ل«الخبر» الى أن قرار الحرب قرار سياسي واقتصادي قبل أن يكون قرارا عسكريا. ولفت الى ان معركة اليوم على محيط صنعاء تبدو كعمل درامي لفرقة تمثيل مدرسية ناشئة، مقارنة بحصار السبعين يوما عام 67م. واستغرب من الحديث عن التحرير والمعركة تدور في زاوية صغيرة على منفذ مترامي الأطراف، هو منفذ مأرب والجوف، فيما يظل أكثر من ثلاثة أرباع القوس المحيط بالعاصمة مسيطرا عليه من قبل مقاتلي الحوثيين وصالح.. وتساءل: هل ثمة جبهة أخرى يمكن أن تنشأ باتجاه بوابة صنعاء الجنوبية( ذمار وإب) وثالثة باتجاه عمران وحجة ومعهما المحويت. واردف: إن كان ذلك مؤمل حدوثه، لكنه يبدو بعيدا؛ وهو أمر يجعلنا نقارن بين حرب السبعين يوما (ديسمبر 1967م – فبراير 1968م) التي كانت صنعاء مسرحها، وبين معركة اليوم التي تبدو كعمل درامي لفرقة تمثيل مدرسية ناشئة! ويضيف: إذا كانت صنعاء في تلك الحرب قاومت الملكيين سبعين يوما، فكم ستقاوم هذا اليوم، وهي تغرق في خضم من مقاتلي الحوثي وصالح، مع شدة تحصيناتها وما تتخذه بعض دول التحالف من احتياطات تجاه أطراف ما في المقاومة، فضلا عن المحاذير التي تقف دون تحول صنعاء إلى مقبرة لأكثر من مليوني نسمة، كحال دمشق. وقال: لو كانت المعركة حقيقية، وغاية قوات الشرعية والتحالف من حلفها التخلص من الانقلاب وكياناته الطارئة؛ فإن صفقات أخرى ربما تبرم في الخفاء، أبرزها ضرب الحوثيين بحزب الإصلاح وركائز كل منهما، القبلية والعسكرية، بوصفهما غير مقبولين من قبل التحالف ومن بعض قوى الداخل، وبالتالي الدفع بقوى لا تعتمد الدين أيديولوجية سياسية للصف الأول، على أن يتراجع دور هذين الكيانين إلى أقل مما كانا عليه قبل فبراير 2011م. ويضيف الخبير الذهب بأن ما يدفع بهذا الاعتقاد اليد الإماراتية التي تشكل المستقبل اليمني وفق هواها وهوى من يدعم ذلك من قوى الغرب؛ تحديدا بريطانيا، مشيرا الى كيف شرعت مبكرة بأول خطوة في هذا الاتجاه، حين استهدفت اللواء 23 ميكا في منطقة العبر بحضرموت في يوليو الماضي، وفي تحييد ثقل مأرب القبلي عن أن يكون منضويا في جبهة المواجهة التي تتصل سياسيا بحزب الإصلاح، وفي تهميش نفوذه في عدن، وما يخطط له في تعز في هذه اللحظة. وفسر الذهب ما يجري من مواجهات على أطراف صنعاء، قد يكون في استكمال وتأمين السيطرة على اقليم سبأ وضبط حدوده مع إقليم آزال، والتمهيد لتحرك مقاومة آزال لدحر الانقلاب أو لدحر الحوثيين وطردهم من عاصمة الإقليم وما سواه، وذلك وفق أجندات غير معلنة؛ بحيث يكون الصراع بين صف إمامي وصف جمهوري ترك الشقاق جانبا وتعامل مع الواقع بعمق مسترشدا بالماضي ومؤملا بالمستقبل. ويشدد الخبير الذهب على أهمية حساب المتغيرات الخارجية، وكيف أنها قد تؤثر على بقاء الحال على ما هو عليه في هذه اللحظة.. وقال ان من تلك المتغيرات: حدوث انفراج في النزاع السوري، وبالتالي انتقال روسيا وإيران للعب أدوار مماثلة في اليمن، واحتمال حدوث قلاقل مفتعلة داخل المملكة العربية السعودية أو داخل البحرين، بهدف التأثير على نشاطها في التحالف الذي تقوده في اليمن، وهو أمر سيجعل الملف اليمني بيد الإمارات تشكله كيفما تشاء مع بروز للدور الروسي الإيراني في طيات ذلك حسب تعبيره. المصدر | الخبر