وصف الباحث والخبير في شؤون القاعدة الدكتور سعيد عبيد الجمحي، التفجيرات التي هزت مدينة المكلا عاصمة حضرموت واقعت عشرات القتلى والجرحى بالعمليات الانتقامية. وأوضح الجحمي في حديث خاص ل«الخبر» بان العمليات الارهابية كانت متوقعة على اثر ما حققته قوات النخبة الحضرمية من انتصارات على تنظيم القاعدة بدعم من قوات دول التحالف العربي. وأفاد بان عمليات تنظيم القاعدة لا يمكن منعها والحيلولة دون حصولها، وذلك لضعف الحكومة الشرعية وعجزها عن تحمل مسؤولياتها، وليس نتيجة للواقع الأمني والفوضى التي تعيشها اليمن، منذ فرض الحوثيين وحليفهم صالح لحرب مدمرة أنهكت كل شيء. وتوقع الجمحى استمرار الوضع المنفلت لفترة قادمة، حتى تكتمل قدرة الطرف الممثل للشرعية، بمشروع انقاذ حقيقي ومتكامل، وقدرة فعلية على التنفيذ وتطبيق المشروع الوطني، والذي من خلاله سيتم إجهاض عمليات أي جماعة إرهابية، وتحت أي مسمى كانت حسب تعبيره. وأوضح بان قوات التحالف ليست عاجزة عن التعامل مع التنظيمات المتشددة كالقاعدة وداعش وغيرها، الا أنها لم تجد الحليف المحلي القوي والمتماسك، الذي بواسطته سيكون الحسم والوصول الى واقع أفضل. واعتبر الجمحي بان حضرموت، المحافظة الأكبر حظاً لتأمين نفسها من تكرار حصول مثل تلك العمليات الإرهابية، وذلك بما تمتاز به من تماسك مجتمعي، وتلاحم شعبي. وشدد على ضرورة تطوير السلطة المحلية بحضرموت والارتقاء بوسائلها وإمكانياتها لمواجهة الجماعات المتطرفة، وبمزيد من الدعم الذي لن تتأخر دول التحالف العربي لتقديمه لحضرموت ، لتقوية أداء النخبة الحضرمية والجيش والوطني حد قوله. ويؤكد الجمحي بأن الفوضى التي أحدثتها الجماعات الإرهابية بمختلف خلفياتها ، لا يمكن التخلص منها سوى بعمليات جراحية ، ربما تكون مؤلمة، لكنها، هي الحل، بعد عجز الحل السياسي، وتطاول مرحلة غياب الدولة. واستغرب من تبني تنظيم داعش للعمليات الارهابية في الوقت الذي يعد تنظيم القاعدة هو المتضرر من الحرب التي شنت عليه في حضرموت قبل شهور، معتبرين ذلك تناقض في الواقع الميداني لحضرموت. الخبير في شؤون تنظيم القاعدة يرى أنه رغم عدم الاتحاد بين القاعدة وبين داعش، ورغم وجود خلافات حول بعض الوسائل والتكتيكات، إلا أن هناك تنسيقاً بين الطرفين، بحكم ما فرضه الواقع عليهما، مشيرا الى ان ذلك تنسيق مؤقت. واستبعد الجمحي ان تكون هناك اطراف سياسية ضالعة في العملية الارهابية التي نفذت يوم امس في المكلا بشكل مباشر مستدركا بأن الدور الذي تلعبه إيران وحزب الله اللبناني، في اليمن، وبدعمهما للجماعة المتمردة وحلفاءها، يجعل هذه الأطراف الاقليمية والمحلية عوامل مساعدة لانتشار فوضى القاعدة وداعش.