«بدا واضحاً وبما لا يقبل الشك أن المفاوضات الأميركية – الروسية حول سوريا وصلت إلى نقطة متقدمة ولكن التوافق الجديد ما يزال يفتقد الأرضية الصلبة لإنجازه». بهذه الجملة لخص باحث سياسي متخصص بالشأن السوري لقاء جون كيري وزير الخارجية الأمريكي، ونظيره سيرجى لافروف. وقال االباحث مفضلاً عدم ذكر اسمه: «الحل سيطرح على النظام ليقبل به قبل حزيران/ يونيو المقبل وإلا سيضطر الغرب مكرهًا إلى هجر التفاوض مع روسيا والبحث عن بدائل منها تسليح المعارضة «هيئة الأركان»،أو التدخل العسكري بذريعة الكيماوي والسلاح الذي ينقل إلى حزب الله». وتابع الباحث مستعيناً بمعلومات قاطعها وتحليلات شخصية : «لا يخفى على أحد أن روسيا وأميركا والجميع متفقون على بيان جنيف كمدخل للحل السياسي في سوريا، لكنهم مختلفون على تفسير الفقرة (أ) من البند التاسع لجهة ماهية الحكومة الانتقالية كاملة الصلاحيات، ومصير الأسد». حكومة دون الأسد وتابع الباحث «في اجتماع موسكو الأخير اتفق الطرفان على أن تقوم حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات بدون الأسد على أن تكون هذه الحكومة مقسمة إلى ثلاثة حصص، ثلث مقاعدها للنظام، وثلث للمعارضة بجميع أطيافها، وثلث لشخصيات وسطية غير محسوبة على أي طرف، ومن المتوقع أن يحظى الثلث الأخير برئاسة الحكومة الانتقالية، والوزارات السيادية المؤثرة الدفاع، والداخلية». وعن مصير الأسد، قال انه يجد هذه المعلومات أقرب إلى الحقيقة : 1- وافقت الولاياتالمتحدة الأميركية على أن يبدأ التفاوض بدون اشتراط رحيل الأسد وأن يكون ذلك من خلال مؤتمر دولي ينتهي بقرار من مجلس الأمن تحت الفصل السادس. 2- رفضت الولاياتالمتحدة بقاء الأسد في منصبه إلى نهاية ولايته وقبلت روسيا المقترح الأميركي. وعليه فإن الأسد سيكون ضمن العملية الانتقالية لمدة ثلاثة أشهر ريثما ينتهي من تسليم صلاحياته إلى الحكومة، وبعدها ينسحب من المشهد السوري بدون ضجة وبدون أن يتنحى، ونتيجة لذلك تعلن الحكومة شغور منصب رئيس الجمهورية ويبقى معلقًا إلى ما بعد الانتخابات البرلمانية التي ستأتي ببرلمان يحدد طبيعة النظام السياسي برلماني – رئاسي. وقال الباحث في حديثه لصحيفة «زمان الوصل» : «هذه النقاط الأولية التي توافق الطرفين عليها بحاجة إلى موافقة النظام، والدول الإقليمية لاسيما إيران، وتركيا، وقطر، والسعودية». وأردف : «للأسف المعارضة غير موجودة في اللعبة أثناء تحضيرها، دون أن يعني ذلك استبعادها، لكن قناعة الدول أن إطلاعها ومشاركتها في الحل قيد يعيق الحل ذاته نتيجة عدم وجود موقف موحد تجاه التفاوض». وأشار إلى أن لقاء الرئيس الأمريكي باراك أوباما ونظيره فلادمير بوتين المزمع عقدة منتصف/ يونيو 2013 يشكل الفرصة الأخير لوضع الاتفاق السابق موضع التنفيذ، وإلا فإن الدول الغربية ستكون في حل من الحظر الأوروبي، والولاياتالمتحدة التي تعمل على تقوية هيئة الأركان ستكون جاهزة لمدها بالسلاح.