قال رئيس الوزراء التركي، رجب طيب أرودغان، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم الذي يتزعمه وصل للحكم عام 2002 بأغلبية 50% من الشعب ولكنه يخدم جميع الشعب التركي، ولا يمكن للأقلية التحكم بالأكثرية ولا نقبل بتحكم الأكثرية. وأشار ارودغان في خطاب ألقاه أمام مئات الآلاف من أنصاره وفق تقديرات صحافية، في ساحة "قيزيل تششمة" بمدينة اسنطبول، إلى أن البعض امتعض من انجازنا لمناقصة أكبر مطار في العالم والتي بلغت 46 مليار دولار. وأوضح أن لديهم صور جميع من قاموا بأعمال التخريب في الطرقات وسنتحرى عنهم ونجري التحقيقات اللازمة، مضيفاً " البلاد تشهد مرحلة إحلال السلام مع انتهاء عمل لجنة الحكماء ونحن بانتظار تقاريرها، وهذا مترافق مع توقف الإرهاب في البلاد". وتحدث ارودغان عن انجازات حكومته، مشيرا إلى أنها دفعت في 14 من الشهر الماضي القسط الأخير من ديون تركيا لصندوق النقد الدولي بعد أن وصلت هذه الديون إلى 23 ونصف مليار دولار. وقال إن من نجاحات تركيا الشهر الماضي ارتفاع تصنيفها الائتماني 4 درجات. وفي رده على المتظاهرين تحت مسمّى " حماية البيئة "، قال ارودغان، إن الحكومة عملت عبر سنوات حكمها على زراعة مليارين وثمانمئة مليون غرسة في مختلف أنحاء تركيا، واتهم المتظاهرين بالاعتداء على فتياتنا المحجبات متوعدا الذين دخلوا المساجد بأحذيتهم وشربوا الخمر فيها بدفع الثمن. وأشار إلى أن شهر أيار الماضي شهد نجاحات اقتصادية كبيرة لتركيا لم ترق لبعض الأطراف الخارجية منها مطار إسطنبول الثالث والجسر المعلق الثالث، وذكر من ينتقدون حكومته بسبب استخدام الغاز المسيل للدموع بأن الدول الأكثر تطوراً تستخدمه. وتابع : سنحاسب كل من استخدم العنف وسنجري تحقيقا بجميع الأحداث، وهناك معتقلون أجانب ضمن الاحتجاجات وسنعرف خلفيات تدخلهم، متهماً نوابا في حزب الشعب الجمهوري المعارض بتأييد من يقف وراء الأحداث وهذه سياستهم لأنهم فشلوا في صناديق الاقتراع. وقال ارودغان أمام هتافات محبيه: في عهدنا انتهى التعذيب في السجون وأصبحت هناك سلطة حقيقية للقضاء وانفتح باب الحريات على مصراعيه تركيا، موضحاً " نحن من فتحنا باب الحريات في تركيا ومن يرغب من المعارضة بإسقاط الحكومة فإن صناديق الاقتراع هي الحكم والانتخابات المحلية مقبلة". وأضاف: الحكومة عملت على منح مزيد من الحريات ومنح مزيد من الديمقراطية في البلاد وعدلت كثيرا من القوانين المتعلقة بالتظاهر والاعتقال، مبيناً أنه ابلغ الوفود التي قابلها بأنه سيخلي حديقة غزي من المتظاهرين بعد تحويل ملف المشروع إلى القضاء. وخاطب الجماهير: أنا لست سيداً عليكم بل خادمكم، والجميع يتذكر ما قمنا به من أجل خدمة الشعب والبيئة، مضيفاً " إلى الجهلة الذين يظنون بأن تركيا تعيش ربيعا عربيا عليهم أن يعلموا أن ربيع تركيا بدأ عام 2002، ولكن هؤلاء لهم أعين ولكنها لا ترى". وعاد اردوغان للماضي قائلاً " مسيرتنا النضالية بدأت منذ عهد رئيس الوزراء عدنان مندريس إلى يومنا هذا، وهي تتجلى في صناديق الاقتراع، مذكرا الشباب دون سن العشرين لأنهم قد لا يتذكرون معاناة أهالي إسطنبول قبل المشاريع الخدماتية التي أقمناها. وقال إن حديقة "جيزي بارك" ليست حكرا لأي مؤسسة او جماعة وانما ملكا لشعب تركيا وسأقوم بإخلاء تقسيم رغما عن"كيلتشدرا أوغلو" والجماعات الارهابية، كما أن منتزه تقسيم ملك لجميع أهالي أسطنبول وليست حكرا للمحتجين والآن اعدنا المنتزه لأهالي إسطنبول ويتم تجميل المنتزه مجددا. ودعا من يريد أن يرى ماذا يحدث في تركيا، أن يرى الصورة من هذا التجمع، داعيا الإعلام الغربي لرؤية التجمع الحاشد، قائلا " وسائل الاعلام التي تحاول أن تلتقط مشهد لتركيا لتأتي إلى هنا حيث المشهد الحقيقي لتركيا". وحظي ارودغان باستقبال كبير حيث ردد أنصاره أغنية الحزب الرسمية "مشينا في نفس الطريق معا". وقال أردوغان: لقد أعطي المرحوم عدنان مندريس نهاية لهذا الظلم عام 1950 فقد بدأ في عهده الاذآن باللغة الاصلية حيث سمعنا حينها "الله أكبر" بالعربية. وأكد أن ما يحدث لي اليوم هو ما حدث لمندريس من قبل ونحن نؤمن بالموت وبأن الله وحده من يأخذ أمانته مننا. وأعلن عن بدء حملة لرفع الأعلام التركية على جميع شرفات ومنازل مختلف المدن في تركيا.