يتبارى الكتاب والصحف في وضع السيناريوهات المفترضة، التي ستتلو أحداث اليوم في مصر، صحيفة الإندبندنت مثلا تعرض سلسلة من السيناريوهات، أولها ان تدفع الاحتجاجات مرسي الى التنحي، إلا انها ترى إن هذا أقل الاحتمالات ترجيحا والسيناريو الثاني هو أن يقدم مرسي بعض التنازلات مثل تعديل وزاري او تعديل الدستور، وتقول إن هذا التصور غير مرجح أيضا والسيناريو الثالث ضعف الإقبال على المظاهرات أو افتقادها للزخم، وتقول إن هذا تصور كابوسي بالنسبة للمعارضة، حيث ستواجه إثر ذلك الاخوان المسلمين وقد اكتسبوا قوة مجددة، والتصور الاخير هو التدخل العسكري، وتقول إنه الاحتمال الأكثر ترجيحا ولكنه اكثرها إثارة للقلق. فإذا اجبر الجيش مرسي على التنحي في «انقلاب ناعم»، فإن الاسلاميين سيشعرون إنهم تعرضوا للخيانة وقد يحملون السلاح، أما عمرو الشوبكي وهو باحث مصري وبرلماني سابق ورئيس منتدى البدائل العربي للدراسات، فيضع ثلاثة سيناريوهات ليست بعيدة عن هذه السيناريوهات، لكنها تبدو أكثر عمقا، السيناريو الأول: أن يشارك ملايين المصريين في احتجاجات 30 يونيو، وينهار نظام مرسي، ويجبر على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة. إلا أنه يعتقد هناك شكا في أن يكون هذا السيناريو من السيناريوهات السلسة والسلمية خاصة في ضوء خطاب مرسي في 26 حزيران/ يونيو 2013.أما السيناريو الثاني فهو استمرار التظاهرات الكبيرة لبعض الوقت، ثم يأتي شهر رمضان والأجواء الحارة ويبدأ الناس في العودة إلى بيوتهم بعد أن فشلوا في إسقاط الرئيس، ويستعدون لجولات أخرى ستحسم بالنقاط وليس بالضربة القاضية. أما الأخير هو تكرار لسيناريو مبارك ولكن بصورة أعنف؛ أي أن تستمر المظاهرات ويتخللها عنف، ليحسم مسارها الجيش والذي لن يتدخل ب»يوليو جديدة» بل للسيطرة على العنف، ثم الضغط على السلطة السياسية إما من أجل اختيار حكومة جديدة تضم فقط المستقلين والتكنوقراط، أو إطلاق عملية سياسية جديدة تجرى فيها انتخابات رئاسية مبكرة. ومهما يكن من أمر، فما هو مؤكد أن ثمة تحالفا «غير مقدس» بين قوى ثورية وشبابية ربما تكون مضللة، مع بقايا النظام السابق، وهذا ليس رأيي فقط، بل يؤيده ما ما ورد على لسان البرادعي في مقابلة مع صحيفة الحياة حين قال أنه لا بد من احتضان من لم يرتكبوا جرائم من المحسوبين على النظام السابق». وقد أكد على الأمر نفسه حمدين صباحي المرشح السابق لانتخابات الرئاسة في مقابلة مع قناة فضائية مصرية خاصة، واصفًا الذين يعارضون التحالف مع فلول النظام السابق بأنّهم «مراهقون سياسيون وأصحاب عقول ضيقة». ولا تكمن خطورة هذا التحالف بين المعارضة الثورية ورموز النظام السابق في مواجهة رئيس منتخب في كونه جرس إنذار بتعاظم فرص نجاح الثورة المضادة فحسب، وإنما أيضًا في أنّه يثير شكوكًا عميقة بشأن مدى التزام تلك المعارضة بقواعد اللعبة الديمقراطية، وفق ما يقول بشير عبد الفتاح رئيس تحرير مجلة الديمقراطية، والباحث في مركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام، ما يؤكد أن أخطاء المعارضة لا تقل فداحة وخطورة عن الأخطاء التي تلصق بمرسي وجماعته!