لا يوجد رجل يتعذّب نفسياً كما أتعذّب الآن ..لأنها «مصر» ..التي أتنفّس من خلالها ..و دائماً كنتُ أقول : إذا مصر بخير ..فنحن بخير ..! لكن مصر الآن و الآن بالتحديد ليست بخير ..بهيّة تركض للكاز و ترشّه على جسدها و تحلف لنفسها أمام المرآة : و النبي أحرأ حالي ..! لا أصدّق أن مصر تتحول إلى فسطاطين ..و الفسطاطان على خطأ و صواب ..! كأنني أمام صورة لا يمكن تخيلها ..ولا يمكن الكتابة عليها ..فكل ما فيها مبكٍ بامتياز رغم الكم الهائل القادم منها من النكت و السخرية ..ولكنها نكت لا تُضحك و سخريّة لا تجرّ إلا التوهان ..و طعم النكتة المصريّة الآن و الآن بالضبط لا يجعلك تقع على قفاك ..بل تنكب على وجهك ؛ خوفاً و رعباً ..لأن النكتة تحمل القلق و معه طعم الموت ..! في مصر الآن ..و الآن بالضبط : الكل خائن و الكل شريف ..الكل يريد الشرعيّة ..و الكل يريد التغيير ..الكل يريد الثورة و الكل يريد البلطجيّة ..الكل يريد الموت و الكل يريد الحياة ..! لكنّ أحداً لم يلتفت إلى مصر ..! مصر ماذا تريد ..؟؟! بهيّة أمّ طرحة وجلابيّة ..لم يسألها أحد ..أتعلمون لماذا ..؟ لأنهم جميعاً لا يستطيعون وضع عيونهم بعيونها السمراء ..فهم يعلمون ما تريد ..تريدهم جميعاً ..وهم انفضوا من حولها ..ليقتتلوا في الشوارع و الميادين ..! وهي : ترشّ نفسها بالكاز ..وتقف وحدها أمام المرآة و تحلف : إزا ما بترجعوش إيديكم بإيدين بعض ..و النبي أحرأ حالي ..! ولكنّ الحقيقة ..كل الحقيقة ..أنهم جميعاً يملكون أعواد الثقاب و كل أنواع القداحات ..! هي أمكم و أمنا ..فلا تقتلوا أمكم بإيديكم دفاعاً كاذباً عنها ..! [email protected]