الأصل في العالم الرباني أن يتبنى قضايا الأمة ، وأن يكون موجوداً فيها بفاعلية ، وأن يرفع صوته عالياً في إنكار المنكر ، وفي الوقوف أمام الظالمين ، وأن يقود الأمة في الانتصار للحق ومواجهة الباطل. وقد رأينا مواقف مشرفة لعلماء ربانيين في قضايا خطيرة كقضية فلسطين والعراق وسوريا وأفغانستان ، ومصر مؤخراً ، ومن هؤلاء العلماء القادة الشيخ يوسف القرضاوي والشيخ رائد صلاح وصفوت حجازي وعبد الرحمن البر وهمام سعيد وأحمد نوفل ، وكثيرون . لكننا افتقدنا في أحداث مصر المخطوفة الأخيرة علماء مصريين مشهورين ، لم نكد نسمع لهم صوتاُ في إنكار الانقلاب المحرم ، وفي الانتصار للمظلومين ، في الوقت الذي خرج فيه الملايين وملأوا الساحات والميادين ، ومضى عليهم أكثر من شهر في فعاليات جهادية شاركهم فيها آلاف العلماء ، لكننا افتقدنا بعض أولئك العلماء !! تساءل كثيرون بحسرة ومرارة : أين الشيخ محمد حسان؟ والشيخ الحويني؟ والشيخ محمد حسين يعقوب؟ وغيرهم من العلماء ، هؤلاء مشهود لهم بالعلم ، وقد ملأوا الفضائيات دروساً ومحاضرات ، وبثت لهم الفضائيات ساعات من الدروس يومياً ، كان هذا وقت الرخاء ، فأين هم الآن؟ ولماذا لم يسمع لهم صوت حازم وصريح؟ أيها العلماء : مكانكم الطبيعي وسط المعتصمين في الساحات والميادين ، جماهير المرابطين في رابعة العدوية وغيرها تفتقدكم وهي بحاجة إليكم ، فانزلوا إلى الميادين وتحملوا التعب والمشقة ، وقفوا الموقف العظيم المشرف ، وارفعوا الصوت عالياً في وجه الطغاة ، وانتصروا لإسلامكم ، وانصروا إخوانكم ، إن الميادين تنتظركم فلا تضيعوا افرصة الجهادية ، واقتدوا بالسلف الصالح أيها السلفيون الكرام .