دعا الشيخ أحمد يوسف خطيب الجمعة في ميدان رابعة العدوية شرقي القاهرة المعتصمين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى الصمود مع دخول اعتصامهم يومه ال43؛ للمطالبة بعودة مرسي إلى منصبه. وأنذر الخطيب من أسماهم "الانقلابيين"، الذين عزلوا مرسي يوم 3 يوليو / تموز الماضي، ب"قرب السقوط"، داعيا "أحرار العالم" إلى "دعم التظاهرات السلمية". ووصف الشيخ يوسف ما يقوم به المعتصمون وداعمو الشرعية بأنه "أسطورة قد تغير نواميس وضعها البشر"، داعيا إياهم إلى "الصمود والثبات". وتوجه إليهم قائلا: "أنتم تسطرون ملحمة وتصنعون تاريخا وقرارا، والقرار الآن بأيدي المعتصمين وليس ملك البيت الأبيض (الإدارة الأمريكية) أو أي قوى داخلية أو خارجية". ثم وجه رسالة إلى الذين "قتلوا النساء والأطفال وحرقوا" بقوله: "إن المعادلة الجديدة تغيرت.. اقتل كما شئت، فلن أتحرك شبرا. تغيرت المعادلة بقدرة الله، وحكم الطغيان إلى زوال". ودعا مؤيدي ما أسماه الانقلاب والداعين إلى فض الاعتصام إلى "التوبة". وأضاف أن "الاعتصام لن يفض بالقوة، فمن في الميادين لن ينصرفوا إلا جثثا هامدة"، على حد قوله. وطالب الشيخ يوسف الجميع ب"التحرك لحقن الدماء.. القضية قضية المصريين جميعا وليس جماعة الإخوان المسلمين (التي ينتمي إليها الرئيس المعزول) وحدها". وحذر من نشر الشائعات والفتن بين المصريين وبعضهم البعض، موجها دعوة مفتوحة إلى "أحرار العالم لزيارة الاعتصام والتأكد من عدم صحة مزاعم وجود أسلحة ثقيلة أو خفيفة". وتابع: "معنا أعظم من الأسلحة الثقيلة وكل الأسلحة، معنا الله". ودعا جميع المصريين إلى الانضمام إلى المعتصمين ل"حين عودة الرئيس الشرعي والمؤسسات المنتخبة". وأدى المعتصمون صلاة الجنازة على أحد أهالى منطقة رابعة العدوية، والذي توفى مريضا على سريره، بناء على وصيته بأن يصلى عليه في رابعة، بحسب منصة رابعة، التي يلقي المتحدثون كلماتهم من فوقها. وبمجرد انتهاء الصلاة دوت الهتافات المناوئة ل"حكم العسكر" والمطالبة ب"إسقاط الانقلاب العسكري" من جانب الأعداد الغفيرة التي تواجدت في منطقة الاعتصام. وطالب الشيخ صفوت حجازي، من على المنصة الرئيسية، بعدم رفع أي أعلام أو صور، سوى علم مصر وصور الرئيس المعزول. من جانبه، ندد القيادي في جماعة الإخوان المسلمين، محمد البلتاجي، في كلمة له، بما قال إنه "توريث عسكري للبلاد"، مضيفا أنهم "سيدفعون بمليون شهيد لو تطلب الأمر". واتهم البلتاجي وزير الدفاع المصري الفريق أول عبد الفتاح السيسي والمخابرات العسكرية ب"إدارة كافة الأحداث منذ سقوط الرئيس المخلوع حسني مبارك". ومضى قائلا إنهم هم "الطرف الثالث في كل أحداث ما بعد ثورة يناير/ كانون الثاني (2011 التي أطاحت بمبارك) ووراء كل أحداث القتل والعنف، وإن الداخلية والبلطجية (خارجون عن القانون) كانوا مجرد أدوات لهم". وشدد القيادي الإخواني – الصادر بحقه قرارا قضائيا بالضبط والإحضار – على أنهم لن يتركوا الميادين إلا عند تحقق خمس أهداف، وهي "عودة الجيش إلى ثكناته وترك الحكم، وعودة الرئيس مرسي والمؤسسات المنتخبة، وفتح تحقيقات في الأحداث التي سقط فيها مئات الشهداء منذ 30 يونيو/ حزيران (الماضي)، وتحرير البلاد من أي تبعية خارجية، وتطهير مؤسسات الشرطة والقضاء والإعلام من الفساد". وكان وزير الدفاع المصري، وبمشاركة قوى سياسية ودينية، أطاح يوم 3 يوليو/ تموز الماضي بمحمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان، أول رئيس مدني منتخب منذ إعلان الجمهورية في مصر عام 1953.