يصادف اليوم الذكرى الثانية عشرة لهجمات 11 أيلول "سبتمبر"، على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 2001، في الوقت الذي بقيت فيه أسئلة معلقة حول تلك الاحداث واسرار لم تكشف بعد حتى لو سلمنا بأن ما حدث كان خارج المؤامرة. لكن من حقنا أن نكرر نفس الاسئلة التي شككت بالسيناريو ككل، وعلى سبيل المثال لا الحصر رفض إدارة الادارة الامريكية تحديد لجنة لتقصي الحقائق، وإجراء تحقيق محدود وعدم تعرض القوات الجوية الأمريكية للطائرات التي استهدفت المركزين، وانهيار البرجين نتيجة ذوبان الحديد والمعدن في هيكل المبنيين، مع تأكيد وجود بقايا لمادة الكبريت، ومزيج من مسحوق الألومنيوم والحديد في وتلك لا تستخدم إلا بواسطة الجيش الأمريكي. في المقابل يمكن الخوض في تفاصيل ما حدث خلال الأعوام التي تلك، مع البدء فورا بما أسمته واشنطن "الحرب الأميركية ضد الإرهاب" التي أعلنها الرئيس السابق بوش الابن، والتي تشمل حرب العراق وحرب أفغانستان البالغة كلفتها -بحسب تقرير أصدرته جامعة هارفارد الأميركية- ستة تريليونات دولار، وسط تساؤلات عن مصادر التمويل ومن تحمل الكلفة. الولاياتالمتحدةالأمريكية تستمر كل عام في إحياء تلك الذكرى السنوية في محيط النصب التذكاري "ميموريال 11/9″ الذي أنشئ في موقع ناطحتي السحاب بمشاركة قادة سياسيين وأسر الضحايا، بينما تستمر الدول العربية بالتنقل من محطة لأخرى منذ بدء تلك الحرب وحتى انسحاب القوات الامريكية بعد غزوها العراق وأفعانستان. في سياق التحليل، يمكن العودة إلى الوراء لتبيان أن تلك الهجمات جاءت استكمالا لأحداث مهمة وبعد مرور نفس الفترة الممتدة من 2001 وحتى يومنا هذا، وتلك الفترة كانت بين 1990 ووقوع الهجمات، في المقابل يمكن استقراء المستقبل لفترة أخرى يمكن أن تمتد لنحو عشر سنوات ستبدأ بشن ضربات عسكرية على سوريا بدءا من 2013. في 1990 احتل العراق الكويت وتبعه تدخل دولي؛ بحجة امتلاك بغداد أسلحة دمار شامل، ثم احتلت بلاد الرافدين حتى عام 2011، لتترك البلاد هشة ومقسمة وتعيش حالا يرثى لها في يومنا هذا. الأهم في تلك الفترة توقيع معاهدة أوسلو (سلام بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن في 13 أيلول 1993) وسمي الاتفاق نسبة إلى مدينة أوسلو النرويجية التي تمت فيها المحادثات السرّية التي تمت في عام 1991، وأُفرز هذا الاتفاق فيما عرف بمؤتمر مدريد. تلك الحرب أيضا افضت إلى ضغوط على الدولة الاردنية التي وقعت معاهدة وادي عربة مع "إسرائيل" في 26 تشرين الأول 1994، ليصبح الاردن ثاني دولة عربية -بعد مصر- تطبع علاقاتها مع "إسرائيل"، ومعروف أنها جاءت للظروف الصعبة التي كان يمر بها الأردن من النواحي الاقتصادية والسياسية. بعد انتهاء الحقبتين السابقتين من 1990-2001 و2001-2013، ينتظر العالم تحولاً جديداً سيبدأ بشن هجوم عسكري ضد سوريا بموافقة دولية وعربية، ولا نعرف إلى أين ينتهي، وكما قلنا إن كانت أحداث "11 سبتمبر" حقيقية، فإن العالم عاش منذ 1990 نحو 23 عاما من الكذب، ويمكن أن يستمر على هذا النحو عشرة أعوام أخرى.