وصف المحامي والناشط الحقوقي خالد الآنسي الحكم القضائي الصادر بخصوص مجزرة السبعين بالمخفف والهزيل جدا بالنسبة لحجم الجريمة التي ارتكبت. وأكد الآنسي في حديث خاص ل «الخبر» أن صدور الحكم بهذه الطريقة قد يكون له دلالتين إما أن القاضي غير مقتنع بأن من قدموا للمحاكمة غير متورطين فعلا بجريمة مجزرة السبعين ، ودلالة سياسية توضح أن المراد من الحكم هو إغلاق ملف القضية بحكم قضائي أكثر مما يراد منه إقامة العدالة ومحاكمة المجرمين. غير أن الانسي أشار إلى أن هذا الحكم يمثل تطورا جديدا وتوجه يحسب للقضاء اليمني كونه يتجه نحو محاكمة المسؤولين العسكرين جراء الأخطاء والتسهيل لجماعات العنف بارتكاب أعمال إجرامية. ولفت إلى أنه لم يحدث وأن قام القضاء اليمني بمحاكمة مسؤولين أو حتى التطرق إلى أخطاء قاموا بها. وأوضح أن نصوص القانون كانت موجودة إلا أنها لم تكن تحترم ما أدى بالكثير من القيادات بعدم أداء مهامها ومسؤولياتها لشعورها بأنها في مأمن عن المحاسبة ، مشيرا أن ذلك يحسب للتغير الذي حدث ومؤشر إلى أن القضاء سيؤدي أدواره الحقيقية. وتابع الآنسي في حديثه ل «الخبر» إن «مفهوم الحكم الصادر له دلالة قانونية وأخرى سياسية القانونية هو أن هناك تحول في مفهوم المحاسبة أي أن مفهوم المحاسبة لم يقتصر على من ارتكبوا الجرائم فقط وانما الى محاسبة القيادات العسكرية والامنية على تقصيرها في أداء مهامها كما ينبغي ، ودلالته السياسية هو أن صدور الحكم عقب خطاب الرئيس هادي في ذكرى ثورة 26سبتمبر يؤكد بأنه لن يتم التساهل مع من هم وراء جرائم القتل والتفجيرات الارهابية». وبيَّن أن الأهم في الحكم هو هل سيؤدي وظيفة قضائية أم وظيفة سياسية؟ وكيف سيتم التعامل مع الحكم ، لافتا إلى أنه إذا تم التحقيق مع من شملهم الحكم فمعنى ذلك بأن الحكم يؤدي وظيفة سياسية. وكانت النيابة الجزائية المتخصصة اتهمت في حكمها الصادر الأربعاء المنصرم عشرة من عناصر تنظيم القاعدة الارهابي بالاشتراك في عصابة مسلحة للقيام بأعمال إجرامية تستهدف مهاجمة القوات المسلحة والأمن والمنشآت والمقرات العسكرية والأمنية واغتيال ضباط وأفراد الجيش والأمن والأجانب. وحسب قرار الاتهام فقد قام المتهمون بالإعداد والتخطيط والرصد والتجهيز لتنفيذ عملية انتحارية بحزام ناسف على جنود الأمن المركزي(سابقا) قوات الامن الخاصة في تاريخ 21 مايو 2012م أثناء تواجدهم في ساحة ميدان السبعين مع جنود آخرين لأداء بروفات العرض العسكري للعيد الوطني (22 مايو)، ونفذها الانتحاري هيثم حميد مفرح، بتفجير نفسه بحزام ناسف.