منعت وزارة الأوقاف المصرية صلاة عيد الأضحى، في ميادين وساحات "ذات صبغة سياسية" أشهرها ميدان التحرير وسط العاصمة، لأسباب قالت إنها "أمنية"، تحسبا لانطلاق مظاهرات منها لأنصار الرئيس السابق محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، وذلك بحسب مصادر مسؤولة في الوزارة المنوط بها تنظيم هذا الحدث الديني الذي يشهد تجمع أعداد غفيرة من المصريين. جاء هذا وسط حالة من الاستنفار الأمني شهدها ميدان التحرير ومحيطه قبل 48 ساعة على صلاة عيد الأضحى، حيث أغلقت قوات الجيش الميدان أمام حركة المرور، منذ الساعات الأولى من صباح الأحد، بعد ورود معلومات أمنية عن وجود نية لدى أنصار مرسي لاقتحام الميدان والاعتصام به، بحسب مصادر أمنية . وأغلقت قوات الجيش مداخل ميدان التحرير بالأسلاك الشائكة والحواجز الحديدية وتمركزت المدرعات بكثافة شديدة في جميع الطرق المؤدية للميدان، حيث تواجدت 3 مدرعات في شارع محمد محمود و3 في شارع طلعت حرب، و4 مدرعات بمدخل الميدان من اتجاه جسر قصر النيل، و 9 مدرعات في ميدان عبد المنعم رياض القريب، و4 أخرى بميدان سيمون بوليفار، بالإضافة لتمركز 7 مدرعات للجيش و4 مصفحات تابعة للشرطة في نهاية جسر قصر النيل ومحيط محطة مترو الأوبرا الملاصقة، ومدرعتان تمركزتا في نهاية جسر الجلاء المؤدي إلى ميداني التحرير وعبد المنعم رياض. وانتشرت قوات الأمن المركزي (شرطة مكافحة الشغب) وقوات العمليات الخاصة الشرطية بكثافة شديدة بمحيط التحرير والشوارع المؤدية إليه. ومنعت قوات الجيش المتمركزة على مداخل ميدان التحرير، المواطنين من الدخول إلى الميدان عقب انتهاء ساعات العمل الرسمية بمبنى مجمع التحرير عصرا (أكبر مجمع للمصالح الحكومية وسط العاصمة)، فيما كانت قد سمحت لهم بالدخول صباحا على الأقدام ومنعت السيارات. وفي اجراء غير معتاد، طردت قوات الشرطة المتواجدة في الميدان، الباعة الجائلين منه، وذلك تمهيداً لإخلاء الميدان بشكل كامل، واستجاب الباعة لرجال الأمن وغادروا دون وقوع أي اشتباكات. وقال مصدر أمني إن إغلاق التحرير جاء ضمن إجراءات صيانة الميدان، وأيضاً كإجراء احترازي بعد ورود معلومات عن نية أنصار الرئيس المعزول اقتحام الميدان والاعتصام به، ومن ثم حدوث اشتباكات بينهم والباعة المتجولين كما يحدث كل مرة، على حد قوله. ونفى المصدر علمه بنية وزارة الداخلية إغلاق الميدان أمام صلاة عيد الأضحى. في سياق متصل ذكر مصدر مسؤول بوزارة الأوقاف أنه تم هذا العام استبعاد صلاة العيد بميدان التحرير وسط القاهرة، لظروف أمنية، حيث قررت وزارة الأوقاف الاكتفاء بثمانية وأربعين ساحة في القاهرة ليس من بينها ميدان التحرير، إلا أنها أكدت أن صلاة العيد ستقام في مسجد عمر مكرم الكائن بالميدان، كبقية المساجد . وخصصت وزارة الأوقاف لصلاة عيد الأضحى (صباح بعد غد الثلاثاء)، بحسب نفس المصدر، 85 ساحة كبرى بينها 47 ساحة بالقاهرة، ليس من بينها ميدان التحرير، بينما لم تمنع صلاة العيد في ساحات عرفت بتجمعات السلفيين والإخوان وعلى رأسها ساحتي مسجدي الاستقامة بالجيزة، ومصطفى محمود بالمهندسين (كلتاهما غربي القاهرة). وأفاد المصدر بأن وزارة الأوقاف وزعت منشورا بكافة مديريات الأوقاف في محافظات مصر السبعة والعشرين، بمنع خطبة العيد لغير دعاة الأوقاف، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتطبيق ذلك، ومنع الحديث بالسياسة في خطبة العيد. ولفت إلى أن الوزارة خصصت بكافة أنحاء البلاد 3465 ساحة، وحددت لها 6530 خطيبا، حيث جعلت لغالبية المساجد خطيبين أحدهما أساسي والآخر احتياطي، حتى لا تترك الباب مفتوحا لتسرب أحد من غير أبناء الوزارة لإلقاء خطبة العيد. يذكر أن جماعة الإخوان المسلمين كانت تقوم كل عام بالإعلان عن ساحات لصلاة العيد كان آخرها العام الماضي. من جانبها أعلنت مديرية أوقاف الدقهلية (دلتا النيل) أنه تم إلغاء صلاة العيد في استاد المنصورة الرياضي (بمدينة المنصورة مركز المحافظة) لوجود إصلاحات بساحة الاستاد. وذكر سعد الفقي، وكيل مديرية الأوقاف بالدقهلية، أن المديرية انتهت من كافة الاستعدادات والتدابير اللازمة لساحات صلاة العيد بكافة مراكز وقرى المحافظة، فضلا عن فتح المساجد الكبيرة لأداء الصلاة. وأشار الفقي في تصريحات للصحفيين إلى أن "تعليمات المديرية تتمثل في إبعاد كل من له انتماء سياسي، خاصة خطباء الإخوان والسلفيين، عن الإشراف على الساحات أو توفير أماكن لأداء الصلاة حتى لا يتم استغلالها من قبلهم"، لافتا إلى أن "المديرية ستشرف على كافة الساحات والمساجد الكبيرة، على أن تكون الخطبة متمثلة في حث المسلمين على التآلف والمحبة ونبذ العنف وحقن الدماء". ولم تدع جماعة الإخوان المسلمين بالمنصورة للصلاة في أية ساحة تحديدا حتى مساء اليوم، فيما أعلنت جمعية أنصار السنة المحمدية بالمنصورة إقامة صلاة العيد بالساحة الموجودة خارج مسجد الجمعية وسط المدينة. وفي المنيا (جنوب) قال مصدر مسؤول بأوقاف المنيا إنه "من المقرر أن يصدر قرار اليوم الأحد بإلغاء الصلاة في الساحات والميادين العامة بمدينة المنيا لمنع تواجد الاخوان ومنع التظاهرات وأي أعمال عنف محتملة، عقب صلاة عيد الأضحى مباشرة (واقتصار الصلاة على المساجد والساحات التي حددتها وزارة الأوقاف)". وأشار المصدر إلى أنه صدرت تعليمات لخطباء المساجد بالمحافظة والائمة والدعاة بعدم اعتلاء أحد من السلفيين أو أنصار مرسى المنابر، وسيتم إلغاء التراخيص لمن يخالف التعليمات"، على حد قوله. وأكد أن صلاة العيد ستقام في الساحات التي حددتها الوزارة بالمنيا والبالغ عددها 37 ساحة رسمية بالمحافظة.