الهدف الأول والأخير للحوثيين ، هو الهروب من مخرجات الحوار الوطني وعدم القبول ببسط سيادة الدولة على صعدة.. استهداف دماج هو حلقة من سلسلة طويلة ضمن استراتيجيات الحوثي، فاستهداف السلفيين يوصم اي حالة فوضى في البلاد بأنها طائفية وهي ما تعطيه وقت وفرصة للخروج من مأزق الحوار الوطني، لأن المجتمع الدولي يبطيء دائما التحرك تجاه احداث مثل هذا النوع ، وعليكم ان تتذكروا أن كل مواجهات الحوثي مع القبائل يربطها بما يصفهم بالتكفيريين. يدرك الحوثي قبل غيره أن اي معركة حقيقية ستبدأ مع خصومه الأيدلوجيين او القبليين أو الدولة ستكون الهزيمة المؤكدة. لكن الحوثي يراهن على التالي: 1- غياب الدولة وإضعافها فهو يحقق له التوسع والتسلح والسيطرة. 2-الخلافات السياسية بالذات بين قادة الحكم السابقين والحاليين وانعكاساتها على الأوضاع الامنية والسياسية. 3- تجار الحروب من موردي السلاح والممنوعات وتجار التهريب والاتجار بالبشر والقادة العسكريين الذين امتهنوا في وقت النظام السابق هذه المهن. 4- استغلال قرب نهاية فترة الرئيس هادي الذي يرى في ان اي تحرك عسكري للدولة ولو على ادنى مستوى سيحقق للحوثيين الهدف ويختصر الطريق للهروب من التزامات الحوار الوطني. 5- استغلال التقارب الايراني الأمريكي، فصمت واشنطن على مجازر سوريا لتحقيق مصلحة مع طهران سيجعلها تصمت ولو مؤقتا تجاه أحداث وان كانت غير انسانية إلا أنها اقل من مستوى سوريا. 6- استغلال الخلافات بين السعودية وامريكا وبين السعودية والحكومة اليمنية واستغلال التقارب مع السعودية المؤقت لتحييدها ومنعها من التدخل. 7- استغلال الفرز الدائر في سوريا ومصر وانشغال الخليج والعالم بما يحصل هناك. 8- قد تكون إيران غير راغبة في توتير الأوضاع حاليا فاستراتيجيتها المناورة الدبلوماسية حاليا لتحقيق الأمن الداخلي لكن اعتبار الحوثي بأن مواجهته لخصم طائفي يخفف ضغوط طهران عليه بالتوقف والهدوء. 9- استهدافه السابق لبيت الأحمر حيد القبائل القوية في عمران ولو مؤقتا. السيناريوهات المتوقعة: 1- الحوثي يسيطر على دماج ويصفي عاصمته صعدة من خصومه حتى السياسيين وهذا الاحتمال ضعيف لانه يفترض دخوله في معركة كبيرة وخسائر فادحة لا يرغب فيها. 2- الحوثي يواجه بجبهة قبلية فيهزمها وهو ما يحقق له انتصار معنوي، أو تنتصر هذه الجبهة فيلجأ للقيام باعمال عسكرية وأحداث امنية في أكثر من محافظة يمنية، حتى يحصل على ما يريد من الدولة وهو الحكم الذاتي لثلاث محافظات على الأقل صعدة وحجة وجزء من عمران والجوف. 3- السيناريو الأفضل لليمن حاليا ليس تدخل الدولة ضد الحوثي ولكن استخدام قرارات مجلس الأمن والاجماع الدولي على المبادرة الخليجية لتحريك قرارات عبر مندوب الأممالمتحدة جمال بن عمر تفرض على الحوثين اختيار الاندماج السياسي وتسليم السلاح للدولة أو ضمها للقوائم السوداء ضمن لوائح الجماعات الارهابية ويتم مواجهتها بآلية دولية، وهو سيناريو يزيد من تدخل الخارج لكن فرضته الضرورات كما هي المبادرة الخليجية.