كنتُ قد أشرت بُعيد اختطاف الرئيس المنتخب الدكتور/ محمد مرسي , إلى أنَّ حركةُ الإخوان المسلمين الأم , قد واجهت عبر تاريخها ما يمكن تسميته بثلاثية (السجن والقصر والميدان ) !. وعقب اقتحام الانقلابيين لميداني (رابعة) والنهضة , وأثناء مشاهدتي اليوم, حضور الرئيس مرسي وبعض قادة الإخوان لقاعة المحكمة , ومن ثّم نقله إلى سجن برج العرب في الإسكندرية ؛ تكون الحركة , في علاقتها بالنظام السياسي المصري قد انتقلت مما سميته آنفًا ب(الدورة الإخوانية) , من ثلاثيتها إلى ( رباعيتها) الجديدة: سجنٌ ومعارضة ——- حكمٌ وقصرٌ——- معارضةٌ وميدان ——— سجنٌ ومقاومة ! صحيحٌ أنّ إشارة (رابعة) , قد غدت بمثابة رمزٍ عالمي للصمود في مواجهة غطرسة القوة , وشاهدٍ على فشل المؤسسة العسكرية والأمنية العربية (والمصرية تحديدًا) , في مواجهة الأعداء الخارجيين, والتعويض عن هذا الفشل بالاستئساد على معارضيها , وعلى كثير من مواطنيها في الداخل ! ولكن من الصحيح أيضًا , أنه قد أضحى واجبًا على الحركات الإسلامية عامة , وحركة الإخوان المسلمين خاصة ؛ استقراء هذه الدورة الرباعية , وتأملها بل ودراستها في إطار تقويم تجربتها وأدائها السياسي , قوةً وضعفا . إنَّ ما يمكن التذكير به في هذا الصدد , أننا غدونا نعيش مرحلة انتصار إرادة الشعوب ضد الطغاة, والإصرار على عودة العسكر إلى ثكناتهم, وقيامهم بواجباتهم , والذود عن حياض أوطانهم. حذارِ أيها العسكريون ؛ فما زلتم المعنيين بمقولة: أسدٌ عليّ وفي الحروب نعامة ! فكونوا أُسُودًا في مواجهة أعدائنا وأعدائكم , واجتنبوا تقليد النعامة ؛ لأن فيه خسارة لكم ولنا , ومن ثم لشعوبنا وأوطاننا. فهل نصحوا من (الولع النعامي) ؟! نتمنى ذلك.