لقد اُمتحنت حركةُ الأخوان المسلمون الأم بمِصرَ مراتٌ ثلاث : الأولى , إبان حكم عبد الناصر – السادات – مبارك ؛ حيثُ حُظرت , وسُجن بعض أعضائها , وعُذب آخرون ! أما الامتحان الثاني , فقد كان عقب قيام ثورة 25 يناير 2011 م ؛ حيثُ انتقلوا من السجون إلى القصور. فمارسوا السلطة والحكم ! وهاهي الحركةُ الآن , تواجه امتحانًا عسيرًا للمرة الثالثة , فقد عُزل من قبل العسكر , (وأوقف إن لم يكن قد سُجن) رئيسها ورئيس مصر المُنتخب الدكتور / محمد مرسي , وكذا سُجن بعض قياداتها , وأُحرقت مقراتُها , بل أُستشهد بعض شبابها ورجالها ونسائها وأطفالها , برصاص العسكر أمام دار الحرس الجمهوري ! إذن , لقد واجهت حركةُ الأخوان المسلمون الأم , عبر تاريخها ما يمكن تسميته بثلاثية ( السجن والقصر والميدان ) ! ويبدو أن صمودها , واعتدالها , و(وسطيتها ) الآن على المحك . فثمة من يراهن على انكسارها , ودفعها باتجاه التطرف والمواجهة العنيفة ! إنَ الخيارَ الأفضل لها , يتمثل في مراجعتها التقويمية لرحلتها , وتلمس مواطن قوتها وضعفها , والسعي الحثيث للاستفادة من رحلتها , بإخفاقاتها ونجاحاتها . كما أنَ الحركة بأمس الحاجة للتمسك بالسلمية , المُسيجَة بالواقعية والاعتدال , وعدم فقدان الثقة , أو (الكفر) بأسس الديمقراطية وآلياتها ! حذارِ من الانكسار , والوقوع في فخ الشيطنة والتيئيس المنصوبَين لها الآن من قِبل خصومها !