نشرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية ،الأربعاء، تحليلًا قالت فيه إن قراءة التاريخ تشير إلى قدرة الإخوان المسلمين على العودة إلى تصدُّر المشهد السياسي في مصر. وأشارت الصحيفة إلى وصول أردوغان لمنصب رئيس الوزراء بتركيا في 2002، بعد أن تعرض للسجن من قبل النظام العلماني التركي، كذلك أصبحت حركة النهضة التونسية أكبر قوة سياسية في البلاد في أول انتخابات نزيهة بعد عقود من القمع. وتابع التحليل: إن "الإخوان المسلمين في مصر تم قمعهم مرارًا وتكرارًا على مدى تسعة عقود من الزمان إلا أنهم استطاعوا الصمود"، مشيرة إلى أن الجماعة وحركة الإسلام السياسي في مصر على مفترق طرق تاريخي عقب الانقلاب العسكري على الرئيس المنتخب د. محمد مرسي. ونقلت الصحيفة عن "شادي حميد" – الباحث بمركز بروكنجز الدوحة – أن "الإخوان المسلمين ليست مجرد منظمة ولكنها فكرة.. هي مدرسة للفكر ونظرة للعالم، ومن الصعب جدًّا أن تقتل فكرة". وقال التحليل: إن حكومة الانقلاب العسكري العلمانية ورعاة الدول النفطية بالخليج هم أعداء لما وصفه ب"السياسة الشعبوية والإسلام السياسي الذي تمثله جماعة الإخوان المسلمين"، لافتًا إلى المجازر التي وقعت ضد أنصار الشرعية وحملات القمع والسجن لقادة وأعضاء الجماعة. وتابع التحليل أن "القضاء المطاط" قام بحظر جماعة الإخوان المسلمين وهي القوة الانتخابية التي تصدرت الانتخابات التشريعية والرئاسية منذ اندلاع ثورة 25 يناير. وأشار التحليل إلى مواجهة الإخوان المسلمين لهذه الضغوط الهائلة من خلال استخدام وسائل مواقع التواصل الاجتماعي، واستمرار الاحتجاجات للحفاظ على وجودها في الشارع. وأشارت الصحيفة إلى فقدان حزب النور لمصداقيته في الشارع لدعمه للانقلاب العسكري؛ حيث انسحب الكثير من أعضائه اعتراضًا على موقفه من الانقلاب. من جهة أخرى، تناولت الصحيفة – في تقرير لها أعدته لمناقشة التطورات في مصر عقب الانقلاب العسكري – الاقتصاد المصري، وأنه معرض للانهيار بعد نفاد منح وقروض الإمارات والسعودية التي تقدر ب 16 مليار دولار، في ظل توقف عائدات السياحة وغياب الاستثمار الأجنبي. ونقلت الصحيفة عن أنجلوس بلير – الخبير الاقتصادي الدولي – أن "تأثير التحفيز الاقتصادي في مصر عبر هذه المنح والمعونات لم يظهر حتى الآن في الاقتصاد المصري"، مضيفًا: "من المهم أن تفعل الحكومة شيئًا للمساعدة في تحسين معنويات الشركات". وأوضح بلير أن دعم الوقود الذي يبتلع نحو خُمس الميزانية لم تتم معالجته وإصلاحه؛ حيث يستفيد الأغنياء من هذا الدعم بدلًا من الفقراء.