تمكنت قوات المعارضة السورية المسلحة من السيطرة على مستشفى الكندي الواقع في شمال المدينة، بعد الانتهاء من تفتيش مباني المستشفى تفتيشاً كاملاً، بينما اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" قوات النظام بتنفيذ "جريمة" عبر القصف العشوائي في حلب. وذكرت قناة الجزيرة أن عناصر من الجبهة الإسلامية وجبهة النصرة تمكنت من اقتحام مباني المستشفى بعد تفجير سيارتين ملغمتين، إحداهما في مدخل المبنى الجديد والأخرى في مدخل المبنى القديم. وأفاد ناشطون سوريون بأن أكثر من 80 جنديا من القوات الحكومية قتلوا، وأُسر 33 آخرين، عقب سيطرة مقاتلي الجبهة الإسلامية على المشفى. ويقع المستشفى على مرتفع يطل على مناطق واسعة من مدخل مدينة حلب الشمالي ويعيق تقدم قوات المعارضة باتجاه سجن حلب المركزي، الذي تتخذه قوات النظام ثكنة عسكرية إضافة لكونه يضم آلاف السجناء. إلى ذلك شن الطيران المروحي غارات جوية على مدينة بيانون وقرى مجاورة لها بريف حلب الشمالي، في حين دارت اشتباكات بين الجيشين الحر والحكومي بالريف الشرقي. وذكر ناشطون سوريون أن القوات الحكومية قصفت بلدة ضهرة عواد في حلب، ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى أغلبهم أطفال. كما ألقى الطيران المروحي برميلا متفجرا قرب حي قاضي عسكر بالمدينة. وأفادت شبكات الناشطين في العاصمة السورية دمشق أن اشتباكات عنيفة دارت بين الجيشين الحكومي والحر على أطراف حي القابون، وفي القلمون بريف دمشق الشمالي. وقال ناشطون إن القوات الحكومية السورية مستمرة في غاراتها الجوية وإلقاء البراميل المتفجرة على قرى في ريف حماه الشرقي. في غضوب ذلك وصفت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان ،السبت، عمليات القصف العشوائي التي تقوم بها القوات النظامية السورية على حلب منذ فترة أنها "جريمة". ونقل تقرير أصدرته المنظمة عن الباحث أولي سولفانغ قوله إن القوات الحكومية تقصف الرجال والنساء والأطفال بدون تمييز، واعتبر أن "سلاح الجو السوري إما غير كفء إلى حد الإجرام ولا يكترث بقتل أعداد كبيرة من المدنيين، وإما يتعمد استهداف المناطق التي يتواجد فيها المدنيون". وتنفذ الطائرات المروحية والحربية السورية منذ أكثر من أسبوع غارات مكثفة على أحياء عدة في شرق مدينة حلب التي يسيطر عليها مسلحو المعارضة وعلى مدن وقرى في المحافظة، وتستخدم قوات النظام في القصف "البراميل المتفجرة" التي تحتوي على أطنان من المتفجرات ويصعب التحكم بالهدف الذي تلقى عليه. ونقل التقرير عن الشبكة السورية لحقوق الإنسان القول بأن تلك الغارات أوقعت 232 قتيلا بين 15 و18 ديسمبر/كانون الأول الحالي، وذكر أن تلك الفترة شهدت "القصف الجوي الأعنف على حلب" منذ بدء الأزمة في منتصف مارس/آذار 2011. وأشارت المنظمة إلى أن الهجمات التي نفذتها قوات المعارضة في الفترة نفسها التي يتحدث عنها التقرير ضد مناطق يسيطر عليها النظام "بدت كذلك عشوائية وغير قانونية". وفي دمشق أفادت هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي التي تضم مجموعة من الأحزاب والشخصيات السورية من معارضة الداخل المقبولة من النظام، بتوقيف قوات الأمن اليوم السبت المسؤول في الهيئة منذر خدام. وهذا التوقيف الثاني لقيادي في الهيئة خلال شهر، مع استمرار اعتقال مسؤول ثالث منذ سبتمبر/أيلول 2012. وأدانت الهيئة "هذا الاعتقال غير المبرر"، وأكدت أنه "يأتي في إطار استهداف قيادات وكوادر هيئة التنسيق الداعية إلى الحل السياسي التفاوضي"، وطالبت "بالإفراج عنه فورا ومعه معتقلي الهيئة وباقي معتقلي وسجناء الرأي في سوريا". ودعت إلى الإفراج عن قيادييها المعتقلين رجاء الناصر وعبد العزيز الخير وماهر طحان وإياس عياش وعمر العبيد ويارا فارس وغيرهم من معتقلي الهيئة، وعن جميع المعتقلين السياسيين في سوريا. وفي وقت سابق تحدثت شبكة شام الإخبارية عن سقوط عدد من الصواريخ لقوات الأسد استهدفت أطراف بلدة بيت سحم بريف دمشق. وأوضح ناشطون أن قوات الأسد شنت حملة مداهمات في حي الموازيني بدمشق وسط انتشار أمني كثيف بالحي، فيما اعتقل أربعة شبان بمنطقة الصالحية، وسجل إطلاق نار من الرشاشات الثقيلة بحي القدم الذي شهد سقوط صاروخ على منطقة بورسعيد. وأفاد ناشطون سوريون أن قوات من المعارضة أسقطت طائرتي استطلاع، واحدة في قرية الغنطو بريف حمص والأخرى في الغوطة الشرقية بريف دمشق، وبث ناشطون صورا على الإنترنت تظهر إحدى الطائرتين وهي تسقط بعد استهدافها من أحد المقاتلين. وفي درعا بدأ النظام السوري بقصف المدينة بالبراميل المتفجرة التي تحدث دمارا وقتلا عشوائيا في المناطق التي تقع عليها. كما تجدد على مناطق عدة بينها قرى جيدور في الريف في ظل واقع إنساني مرير فرضه النقص الحاد في الغذاء والوقود.. لتبقى جميع المناطق السورية ورقة مفتوحة على أيام سوداء تغزوها طائرات النظام، وإن تلونت فتلك دماء أطفالها. وتابعت قوات النظام قصف خان الشيخ في ريف دمشق الغربي بالمدفعية والصواريخ من الفرقة السابعة والفوج مئة وسبعة وثلاثين.. وكذلك الحال في معلولا. وكثفت قوات النظام -في الأشهر الماضية- استخدامها طائرات الاستطلاع بهدف جمع المعلومات عن المناطق الخاضعة لقوات المعارضة ورصد تحركات الكتائب وتحديد أماكن القصف.