وصف الكاتب والمحلل السياسي منير الماوري وثيقة ضمانات القضية الجنوبية التي تم توقيعها من قبل القوى السياسية الأحد الماضي ب«التاريخية والمهمة» وأكد في تعليق ل«الخبر» أن الوثيقة ستفتح الباب لإنجاح مؤتمر الحوار الوطني .. منوها إلى ان ما يعيبها هو عدم التهيئة الإعلامية لها لإقناع الناس بأهميتها وصوابية الحلول التي جاءت بها لبناء دولة. وقال الماوري: «إن المعارضة الشرسة للوثيقة تأتي من قوى لها أذرع إعلامية قوية وعلى وجه الخصوص تلك القوى التي فشلت في حكم اليمن وأفشلت الوحدة اليمنية بمن في ذلك الحزب الإشتراكي والمؤتمر الشعبي العام». وأضاف: «هذان التنظيمان فشلا في الماضي في بناء دولة موحدة، ويريدان أن نظل نواجه مشكلاتنا في اليمن بالسطحية ذاتها وبالفشل ذاته، وهذا لن يتم». ولفت إلى أن «الطرف الذي يتبنى بناء دولة وهو الرئيس هادي فإنه يقود سيارة إسعاف بدون أن يكون للسيارة أصوات إعلامية تحذر المواطنين في الشارع وتجبر القوى المعرقلة على الابتعاد عن الاصطدام بهذه السيارة». وقال: الماوري إن الدكتور الارياني من «الأشخاص الذين يرون سيارة الإسعاف تتحرك بقوة رغم أن الناس لا يسمعون صوتها، ولهذا قرر أن يركب السيارة مع المسعفين في حين أن قيادات حزبه مازالت تتبلطج في الطريق لا تخشى أن تدوسها سيارة الإسعاف بل تحاول أحيانا وضع المتفجرات أمامها». واستطرد: «الدكتور الإرياني يدرك أن السيارة تتحرك في الطريق بجي بي إس دولي عبر الأقمار الصناعية ويدرك أن أصحاب الأقمار لن يسمحوا بتدمير السيارة أو بإيقاف سيرها ولهذا أعلن صعوده مع قائد السيارة، في حين أن الدكتور أحمد بن دغر رفض التوقيع رغم أن توقيعه مهم لنا كجنوبي أكثر من أهميته كقيادي مؤتمري لا حول له ولا قوة». وأضاف: «الحزب الاشتراكي مدرك لوجود السيارة لكنه كعادته يشترط تغيير لونها من الأبيض إلى الأسود، غير مدرك أن الجرحى قد يموتون داخل السيارة ونحن نضيع الوقت في تغيير لونها». وأشار إلى أن ان امتناع بن دغر عن التوقيع يأتي خوفا من بلاطجة المؤتمر وليس عن قناعة بأي خلل في الوثيقة في حين أن أحمد الكحلاني كان أكثر صدقا مع نفسه ومع الآخرين من زميليه السابقين لأن موقفه يتماشى مع موقف رئيس المؤتمر الذي سيحسم الأمر في النهاية مع ما يتماشى مع إشارات الجي بي إس الآتية عبر الأقمار الاصطناعية. واختتم الماوري حديثه ل«الخبر» بالقول: «إذا ظلت أصوات الموتورات المعرقلة في الشارع أقوى ارتفاعا من صوت سيارة الإسعاف، فإن الناس سوف يظلون مشغولين بهذه الأصوات، ولن يلتفتوا لصوت السيارة القادم من بعيد، ولا إلى حركتها البطيئة». وطالب الماوري الرئيس هادي ومن كل القوى المنادية بالتغيير أن ترفع صوت محرك السيارة، وصوت أبواقها الاسعافية كي يسمعها الناس و يتم إيصال المرضى والجرحى، وكل من بداخلها إلى بر الأمان ويتم العلاج بسلام قبل أن ينفذ الاكسجين الموجود داخل السيارة.