كشف رئيس مركز أبعاد للدراسات والبحوث عبد السلام محمد عن أهم أسباب سقوط جبهة السلفيين في كتاف بأيدي جماعة الحوثي. وأكد عبدالسلام محمد في حديث خاص ل «الخبر» أن ذلك هو نتاج التوافق المفاجئ بين الحوثيين والقائد العسكري السابق لجماعتهم عبد الله عيضة الرزامي ، الذي يقع معسكره بين كتاف وصعدة. وأشار إلى أن القائد العسكري الحوثي الرزامي كان قد استولى على معسكر للحرس الجمهوري في الحروب السابقة ورفض القتال مع الحوثيين بعد مقتل مؤسس الجماعة حسين بدر الدين في الحرب الأولى عام 2004 ، متخذا ذريعة لذلك بعدم تصديقه بموت حسين. وأوضح عبدالسلام أن الحقيقة هو ما كان يعتقد به الرزامي بأنه يرى انه الأجدر بخلافته في القيادة. وأشار إلى أنه كان بإمكان السلفيين التفاهم معه وعدم التهديد باجتياح منطقته التي لم يتمكن حتى الحوثي من الدخول إليها ، منوها بأن حالة الفوضى في هذه الجبهة جعلته يقبل باتفاقات مع الحوثيين ودعمهم برجاله وسلاحه وأتاح لهم الدخول لكتاف عبر منطقته. وأكد رئيس مركز أبعاد أن الحوثيين يرون أن معركتهم الكبرى الآنية هي الاستيلاء على الجوف، ولذا فهم يحاولون تحييد القبائل في حاشد وأرحب من خلال معارك قصيرة، وبعد كل هزيمة يقومون بتحقيق نصر في جبهة من جبهات السلفيين. وقال عبدالسلام إن «الأمريكيين والسعوديين يدركون أن من يمتلك الصحراء الممتدة من الجوف ومرورا بمأرب وشبوة وصولا إلى حضرموت هو من يحكم اليمن ، لذا فهم يغضوا الطرف عن الحوثي، وربما اطراف مسلحة أخرى في هذه المناطق لضمان إيجاد توازن مع حزب الاصلاح القوي هناك». وذكر بأن الجوف هي المحافظة الوحيدة التي سقطت من الدولة في 2011م وعادت الى حضن النظام الجديد بكامل معسكراتها وبدون قتال، بعكس محافظة صعدة التي أسقطها الحوثيون ولا زالت خارج السيادة، وبعكس أبين التي أسقطتها القاعدة وعادت للدولة بعد معارك ودماء.