تمر علينا ذكرى رحيل الشيخ الأحمر رحمه الله واليمن تمر بمرحلة حرجة ومنعطف تأريخي ومفصلي هام وفي هذه المناسبة لا بد أن يكون لنا وقفة وفاء مع الفقيد العلم الذي كان بحق حكيم اليمن ونحن لن نوفيه حقه بمقال فجهود الشيخ ومواقفه وأدواره الهامة تحتاج لكتاب كبير ولكن حسبنا أن ما لا يدرك كله لا يترك جله ونحن هنا لا نكتب من باب الترحم على الفقيد وذكر محاسنه فحسب بل لندعو للقيم والمبادئ والأفكار التي حملها الراحل خاصة والبلد تمر بمنعطف تأريخي هام وفتره صعبة وحرجة نسأل الله أن يلطف باليمن ويوصل سفينة أهله إلى شاطئ النجاة وبر الأمان والإستقرار. كان الشيخ الأحمر رحمه الله لا يقطع صلة بطرف ولا يحمل حقدا على أحد ..متفاعل مع قضايا أمته وفي مقدمتها قضية فلسطين التي كان له دورا إيحابي بارز فيها من خلال دعمه المادي والمعنوي للشعب الفلسطيني وكذلك نشاطه الفاعل ودوره القيادي في مؤسسة القدس التي تعنى بالشؤون الفلسطينية . كما كان الراحل الأحمر نصير العلماء وعون الدعاة …يطفئ الفتن ويحقن الدماء ويعالج القضايا ويقف مع المظلوم ويكفل الأيتام ويرعى الأنشطة الخيرية ويسعى في لإصاح ذات البين وحل قضايا الناس. وبعد رحيل الشيخ عبد الله بن حسين الاحمر عرفنا قدره وأدركنا دوره الفاعل في الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلم الإجتماعي إذ كان يمثل بحق الرجل الإطفائي للحرائق التي يشعلها النظام وبعد رحيله بعد حياة حافلة بالجهود الوطنية الجليلة بدأت المشاكل تطل برؤوسها – رحمه الله. وللشيخ الأحمر جهوده الكبيرة ودوره الفاعل في إرساء وتثبيت دعائم النظام الجمهوري ومحاربة فلول الملكية وفي كل المنعطفات والأحداث التي مرت بها بلادنا كان للشيخ الأحمر شوكة الميزان التي ترجح الكفة لصالح الوطن مشكلا ظاهرة فريدة قل أن تتكرر ورجلا جمع المجد من كل أطرافه وقل أن يجود الزمان بمثله ، هو قائد فذ وراحلة نادرة من الرواحل فقد جاء في الحديث الذي رواه الشيخان .. قال صلى الله عليه وسلم (( تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة وفي رواية لا تكاد تجد فيها راحلة )).. وقد جاء في تفسيره .. أن الراحلة هي الناقة النجيبة القوية على حمل الأثقال وتحمل السفر مع جمال وحسن الهيئة , وهي نادرة بين الإبل , وهذا هو التشبيه بين عوام الناس الذين يميلون مع الريح حيث مالت وبين الناس المنتجون أهل الغايات العظيمة والتضحية والصدق , و قليل ما هم .. لا تكاد تعثر في المائة من الناس إلا على واحد منهم , يحمل صفات القائد ويحمل الهدف النبيل والغاية السامية , ويرتفع فوق الأنا القابعة في حدود المصلحة الشخصية .. ولعل من أراد التوسع أن يقرأ مذكراته وفيض بعض جهوده وأعماله وروأه ومواقفه من القضايا الهامة والمصيرية وقد قرأتها فأدركت مكانة الرجل رغم تواضعه وعدم روايته كل شيء في مذكراته . رحمه الله