♦شهدت جلسة مؤتمر الحوار الوطني , أمس، والذي رأسها أبو بكر باذيب الأمين العام المساعد للحزب الإشتراكي، حالة من الفوضى والاستياء الواسع جراء محاولة هيئة رئاسة المؤتمر فرض تفويض أعضاء مؤتمر الحوار لرئيس الجمهورية – رئيس مؤتمر الحوار , عبده ربه منصور هادي , تشكيل لجنة برئاسته لتحديد عدد الأقاليم , وشكل الدولة , ويكون قرار هذه اللجنة نافذاً ، وقرأ باذيب نص التفويض , وطرحه على أعضاء المؤتمر للتصويت عليه , فحدثت الفوضى والضجيج اعتراضاً على التفويض . وسط عملية الاعتراض الواسعة , كان مقرر هيئة رئاسة مؤتمر الحوار , الدكتور عبدالله الأملس , وأمين عام مؤتمر الحوار , الدكتور أحمد عوض أبن مبارك, يهتفان مع التفويض من مكانيهما على المنصة , رغم أنهما ليسا عضوين في المؤتمر . وفي القاعة كان هناك من يهتف بالموافقة على التفويض بينهم موظفون في الأمانة العامة للمؤتمر ، وكان هناك أعضاء كثر من مكون حزب المؤتمر الشعبي العام وآخرون يهتفون بالموافقة على التفويض. ولم يتمكن رئيس الجلسة من استكمال عملية التصويت بسبب الضجيج والاعتراضات الضجيج والفوضى فاكتفى بأن سأل عن الموافقين على التفويض فرفع البعض أيديهم وضجوا على التصويت فأنهى باذيب العملية ، وقال إن التصويت تم بالموافقة. وبحسب يومية «الشارع» فقد أعطى أبو بكر باذيب الكلمة لمكون الحوثيين وتحدث عنهم مرتضى جدبان حيث كان كثيرون يصرخون ويرفعون أيديهم ليقدموا نقطة نظام ، ورد عليهم باذيب «تم التصويت , انتهى الأمر وصوتنا وصوتنا وصوتنا», وأخذ رئيس الجلسة يطلب من مراد الحالمي وأعضاء أخريين من ممثلي مكون الحزب الاشتراكي الجلوس وسمع وهو يقول : «خلاص صوتنا عليه …. الحزب صوت عليه» وردد أكثر من مرة «خلاص صوتنا عليه …صوتنا ..صوتنا» وقف كثيرون وبدأت الهتافات : «لا تفويض … لا تفويض». غادر باذيب وبقية رئاسة الجلسة دون حدوث أي تصويت فتكفل أحمد عوض بن مبارك وأعلن قرابة الثانية عشر والنصف ظهراً رفع الجلسة رغم أن ذلك ليس من مهمته ، معلناً موافقة أغلبية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني على تفويض الرئيس هادي. وقامت وسائل الإعلام الرسمية بنشر الخبر دون أي اهتمام بالتزوير المفضوح الذي تم أو بالاعتراضات الواسعة على التفويض وبثت تسجيلاً لهذا الجزء من الجلسة والطريقة التي وصفت بالمخزية لانتزاع عملية التصويت. ونقلت الصحيفة عن أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني قوله إن «أشخاصاً ليسوا من أعضاء المؤتمر بينهم موظفون في الأمانة العامة للمؤتمر دخلوا القاعة وقاموا بالهتافات مع التفويض من أجل تمرير ما جرى». وعصر أمس فوجئ أعضاء مؤتمر الحوار برسائل وصلتهم عبر موبايلاتهم تخبرهم بأن اليوم الاثنين وغد الثلاثاء إجازة وأن الجلسة ستبدأ أعمالها يوم الأربعاء الموافق 15 يناير. وقال أحد أعضاء المؤتمر : «هذه مخالفة ، النظام الأساسي لمؤتمر الحوار يقول إن هناك 3 ثلاث جلسات عامة والآن حصل تحايل وسنعقد أربع جلسات فسبق أن عقدنا ثلاث جلسات وأعلنت الأمانة العامة عن جلسة رابعة جديدة». وحضر جانباً من جلسة أمس بعثة مجلس التعاون لدول الخليج العربية لدى اليمن غير أن كثيرين شاهدوا المهزلة على شاشات التلفزة وفي شبكات الانترنت . وأثار ترؤس أبو بكر باذيب للجلسة وموقفه من عملية التفويض ومهزلة التصويت التي رافقتها استياء واضحاً في صفوف أعضاء الحزب الاشتراكي وعلى وجه الخصوص ممثلي الحزب في مؤتمر الحوار . وقال عدد من ممثلي الحزب في المؤتمر إن «بعض ممثلي الحزب في المؤتمر سألوا باذيب عن سبب ما تم فقال لهم إن التصويت تم وأنه كان هناك بعض المعترضين وللأسف بينهم ممثلين للحزب». وقالت الصحيفة نقلا عن أحد ممثلي الاشتراكي حضر الاجتماع إن «أبو بكر باذيب قال لهم إنه ليس هناك أي موقف سياسي خلف مغادرة الدكتور ياسين سعيد نعمان للبلاد وأنه كان مصراً على المغادرة للعلاج في الخارج فقط». وأوضع المصدر ،الذي اشترط عدم ذكر اسمه، أن باذيب قدم لأعضاء فريق الحزب إيضاحاً حول ما تم في أخر اجتماع لهيئة رئاسة مؤتمر الحوار ( عقد خلال اليومين الماضيين ) وأكد أن موضوع الضمانات الخاصة بتنفيذ مخرجات الحوار الوطني لم يعد وارداً لدى أحد في هيئة رئاسة الحوار وأن كل هيئة رئاسة مؤتمر الحوار مجتمعون إلى عدم الذهاب إلى مرحلة تأسيسية . وأفاد المصدر بأن باذيب أوضح لفريق الحزب أن «هناك إصرار وقناعة لدى غالبية رئاسة مؤتمر الحوار والقوى السياسية على الذهاب إلى خيار الستة الأقاليم وأنه سيتم إنهاء مؤتمر الحوار وسيتم تأجيل ثلاث قضايا أساسية إلى ما بعده على أن يتم انجازها خلال فترة أقصاها سنة وهذه القضايا تتمثل في … صياغة الدستور .. انجاز قانون الانتخابات وحسم عدد الأقاليم». وطبقاً للمصدر فقد أرجع باذيب رفض رئاسة مؤتمر الحوار والقوى السياسية للذهاب نحو فترة تأسيسية إلى «رفض الدول الراعية لعملية نقل السلطة للذهاب في فترة تأسيسية وأن اليمن بحاجة الى استمرار دعمهم لها». وقال المصدر إن باذيب ذكر لهم أنه «لا يوجد أي تصور للإطار السياسي لمتابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وأن المطروح لديهم الآن في هيئة رئاسة مؤتمر الحوار أن يقوم الرئيس هادي بتشكيل لجنة تضم لجنة التوفيق وأعضاء آخرين من مؤتمر الحوار , وتكون مهمة هذه اللجنة متابعة تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار وقال إن الضامن الرئيسي لتنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار سيكون الرئيس هادي والدول الراعية وأنه بدل مسألة الضمانات سيكون هناك برنامج لاستكمال المهام». وأضاف : «قال لنا باذيب بالنسبة لوثيقة ضمانات تنفيذ مخرجات مؤتمر الحوار فلم يقترب منها أحد ولم يتم طرحها». وأشار إلى أن هناك تباينات كبيرة وربما صفقات وأن المؤتمر الشعبي العام وقع على وثيقة حلول وضمانات القضية الجنوبية وهو ليس مقتنعاً بها وإنما تحت ضغوط …" وأفاد المصدر بأن باذيب أكد أن الجلسة الختامية الاحتفالية لمؤتمر الحوار ستكون يوم 25 يناير , أي قبل انعقاد جلسة مجلس الأمن بثلاثة أيام. وكان الدكتور ياسين أوكل إلى أبو بكر باذيب القيام بدوره في رئاسة مؤتمر الحوار.