نصحت الحكومة السورية الولاياتالمتحدة يوم الخميس بعدم التدخل في زيارة يقوم بها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز لدمشق وقالت ان البلدين "يعرفان أكثر" عن سبل تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط. ووصل الملك عبد الله الى العاصمة السورية لاجراء محادثات مع الرئيس بشار الاسد قبل أن يتوجها سويا الى بيروت يوم الجمعة في محاولة لتهدئة التوتر حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان التي ستحاكم مشتبها بهم في اغتيال رئيس وزراء لبنان الاسبق رفيق الحريري عام 2005.
وقالت الوكالة العربية السورية للانباء (سانا) الرسمية ان الرئيس السوري شخصيا كان في استقبال العاهل السعودي في مطار دمشق في خروج عن البروتوكول يعكس أهمية الزيارة.
ويوم الاربعاء قال فيليب كرولي المسؤول في وزارة الخارجية الامريكية ان واشنطن تأمل في أن تلعب سوريا دورا بناء في المنطقة وأن ترد على مخاوف العاهل السعودي بشأن "التهديدات" الايرانية للاستقرار في الشرق الاوسط.
وأضاف كرولي من الواضح أن الملك عبد الله يلعب دورا قياديا كبيرا في المنطقة. وبالتالي فان زيارته المرتقبة لسوريا ولبنان تنسجم مع سعيه من أجل السلام."
وقال بيان لوزارة الخارجية السورية "لا يحق للولايات المتحدة أن تحدد علاقاتنا مع دول المنطقة ولا أن تتدخل بمضمون المحادثات التي ستجري خلال زيارة العاهل السعودي الى دمشق."
وأضاف البيان "سوريا والسعودية بلدان مستقلان ينتميان الى هذه المنطقة ويعرفان أكثر من غيرهما مصالح شعوب المنطقة وكيفية العمل لتحقيق هذه المصالح بعيدا عن أي تدخل خارجي وهما الاقدر على تحديد سياساتهما بما يحقق الامن والاستقرار في المنطقة."
وتحسنت العلاقات بين دمشقوواشنطن بعد أن تولى الرئيس الامريكي باراك أوباما منصبه العام الماضي لكن لا تزال هناك خلافات رئيسية من بينها علاقات سوريا القوية مع ايران ومساندة الدولتين لحزب الله اللبناني.
وقال مصدر سوري "يبدو أن البيان السوري يعبر عن تفضيل دمشق لعدم التركيز على مسألة ايران مجددا أثناء زيارة الملك عبد الله."
وقال دبلوماسيون في العاصمة السورية ان ايران كانت محور محادثات أجراها العاهل السعودي خلال زيارته دمشق العام الماضي. وساعدت الزيارة في تحسين العلاقات بين السعودية وسوريا والتي تدهورت بعد اغتيال الحريري.
وانتقد حسن نصر الله زعيم حزب الله مررا هذا الشهر المحكمة التي تدعمها الاممالمتحدة والتي بدأت عملها العام الماضي لكنها لم توجه اتهامات بعد في قضية الحريري.
ووصف المحكمة ومقرها لاهاي بانها "مشروع اسرائيلي" بعد أن قال انه تلقى معلومات عن اعتزامها توجيه اتهامات الى أعضاء في الحزب فيما يتصل باغتيال الحريري.
وكانت تقارير أولية لمحققين من الاممالمتحدة أشارت الى تورط أجهزة أمنية سورية ولبنانية. وتقول سوريا انه ليس لها يد في التفجير الذي وقع يوم 14 فبراير شباط عام 2005 في بيروت وأسفر عن مقتل الحريري و22 اخرين.
وأثار الاغتيال غضبا دوليا قادته الولاياتالمتحدة وفرنسا والمملكة العربية السعودية الامر الذي أجبر دمشق على انهاء وجود عسكري استمر 29 عاما في لبنان في أبريل نيسان 2005 وأدى الى تشكيل المحكمة الخاصة.