يعتبر الشيخ محمود المنشاوي شهر رمضان فرصة لتثبيت القرآن وأحكامه وحفظه، قائلاً: "أكون مشغولاً دائماً بقراءة القرآن وعلومه وتفسيره، وقراءة 5 أجزاء يومياً، إلى جانب القراءة في الأوقات الخمسة المختلفة، حيث أقرأ ربعاً في كل ركعة من كل صلاة في الفروض أو السنن، وأحياناً يكون هناك قراءة قبل آذان الفجر في أحد المساجد الشهيرة وتنقله الإذاعة، كما أقرأ السورة قبل صلاة الجمعة من مسجد الإمام الشافعي الشهير في القاهرة، وأصلي 8 ركعات لصلاة القيام يومياً، فتصل قراءاتي للقرآن إلى أكثر من 10 أجزاء في اليوم تقريباً. وينتمي الشيخ المنشاوي إلى عائلة يحفظ جلها القرآن الكريم، وهو الذي أتم حفظه على يد والده القارئ الشهير صديق المنشاوي قبل سن التاسعة من عمره، كما تأثر بشقيقه القارئ محمد صديق المنشاوي، والذي اعتمد بالإذاعة المصرية يوم وفاته عام 1969.
ويقول المنشاوي في حديثه ل"العربية.نت"، إنه وشقيقه أحبا القرآن من والدهما الشيخ صديق، مضيفاً أن والده وأخاه كانا أكثر منه شهرة، من خلال الإذاعة المصرية، والتي اعتمدت فيها مقرئاً في ليلة الإسراء والمعراج، ثم سجلت القرآن كاملاً تلاوة وتجويداً والذي يذاع منذ سنوات في الإذاعة.
وشدد المنشاوي على أن والده ربى فيهم التعفف والسمات الطيبة التي ينتسب لها قارئ القرآن الكريم، وهي أن يكون القارئ خاشعاً وخائفاً من الله، ويتلو كتاب الله في غاية التواضع والانكسار، ويعامل الناس بخلق حسن، فقد كان صديق المنشاوي نموذجاً طيباً في قراءة القرآن وتحفيظه.
القرآن في عائلة صديق المنشاوي
وعن تسلسل حفظة القرآن في أسرته، أشار إلى أن الأشهر كان الوالد صديق المنشاوي، ثم أحمد صديق المنشاوي، الذي توفى عام 1949 وكان عمره 19 عاماً، وقيل إن صوته كان أحلى من صوت الشيخ محمد صديق الذي ذاع صيته كثيراً، ثم أحمد السيد المنشاوي، شقيق الشيخ صديق، والذي سمي بكروان القرآن، وكان نفسه طويلاً وأداؤه حلواً وله جمهور كبير من المستمعين.
ويضيف "ثم بعد ذلك بدأت رحلتي على مستوى الاحتراف وعمري 11 عاماً، ثم اعتمدت مقرئاً في الاذاعة المصرية عام 1969، ووقتها فوجئ الناس أن القرآن لن ينقطع من عائلة صديق المنشاوي، وكامتداد لي حفظت ابني صديق القرآن الكريم ودرس القراءات المختلفة وحفظها، وهو حالياً يقوم بتلاوة القرآن وتجويده بعد تخرجه من الجامعة".
وشدد الشيخ محمود صديق على أنه يترك صلاة الإمامة لغيره من الشيوخ إذا كان يصلي في أحد المساجد القريبة من مسكنه، مشيراً إلى أنه يفضل أن يكون متجهاً إلى الله مع الإمام الذي يؤم المسلمين، فأشعر بخشوع أكثر في الصلاة.
وأكد الشيخ صديق، وهو من أشهر قراء القرآن الكريم في مصر الآن، أنه في شهر الصيام كان دائماً يحصد خيراً كثيراً، وهو مليء بالذكريات العجيبة، فرمضان شهر كرم وعبادة ورحمة ومغفرة وعتق من النار، ولو علمت الأمة ما في شهر رمضان لتمنت طوال العام أن يكون رمضان.
وحول التربح من قراءة القرآن والحصول على أجر نظير القراءة في مناسبات عدة، مثل الأفراح والمآتم وحفلات المناسبات، أكد محمود صديق المنشاوي أن الأجر الذي يحصل عليه المقرئ يكون نظير حبسه في الحفلة ساعتين أو أكثر، فالقرآن موجود في كل مكان ولا يباع أو يشترى، والمغالاة في الأجر لا تصح ولا تجوز.
ورفض الشيخ المنشاوي ما يسمى بقارئات القرآن في الإذاعة أو في الأماكن العامة، مشدداً على أنه لا يجوز أن ترفع المرأة صوتها عند قراءة القرآن إلا أمام نسوة مثلها، لأن صوتها عورة، وإذا أرادت أن تقرأ فلتقرأ في بيتها.
المنشاوي حول العالم
وذكر المنشاوي أنه زار دولاً عدة أوربية وعربية وفي شرق آسيا وأمريكا، وهو دائماً ما يدعى في شهر رمضان من قِبل العديد من الدول، وخص بالذكر: السعودية والإمارات والكويت والبحرين والولايات المتحدةالأمريكية وإنجلترا وفرنسا وألمانيا، مؤكداً أن شهرته العالمية تسبق اسمه في وصوله لهذه الدول.
واستطرد: في ماليزيا قطعوا الإرسال الإذاعي والتلفزيوني للإعلان عن وصولي، وأنني سأتلوا القرآن كاملاً في أحد المساجد، ومن يرغب في الاستماع لصوتي أو توجيه الأسئلة لي فليأتِ. ووقتها خفت خوفاً شديداً، خوفاً من أن أتورط في الفتوى، لأنها مسؤولية كبيرة جداً، ولكن توقفت عن زيارة الدول في السنوات الأخيرة حين تحولت المهمة إلى مجرد بعثة من الأوقاف لعدد من الدول، فكانوا يعتبروننا مجرد قراء عاديين.
وختم الشيخ المنشاوي حواره مع "العربية.نت" قائلاً: في هذا الشهر الكريم أحتفي بالأولاد والأحفاد والأسرة كلها، وأحب دائماً أن أذكرهم بآيات الله ونجلس للحديث معاً في فقه الدين والسنة وما ينفعنا في ديننا ودنيانا، وجميع الأسرة على دين كامل بحمد الله.
