احتضان الدوحة حاليا للمحادثات بين وفدي الحكومة اليمنية والحوثيين، بشأن جهود السلام في محافظة صعدة بشمال اليمن وإعادة الإعمار إليها برعاية قطرية، هو سفر جديد من أسفار نجاحات الدبلوماسية القطرية، ونزع لفتيل أزمة طالما ألقت بظلالها على الأوضاع في اليمن الشقيق، واستنزفت الكثير من طاقاته وإمكاناته، فبعد التوصل إلى تسوية نهائية، من خلال تفعيل اتفاقية الدوحة في هذه المباحثات، سوف تنقشع غمامات هذه الأزمة، ويعود الصفاء إلى مكونات الجماعة اليمنية. إن المبادرة القطرية، التي نجحت في التوصل لاتفاق الدوحة عام «7 0 0 2» بين الحكومة اليمنية والحوثيين، والتي يتم حاليا التباحث بشأن تفعيلها، تنطلق من الوعي القطري بأهمية استقرار اليمن الشقيق، كما تأتي أيضا امتدادا لموقف عروبي نجيب، التزمته الدوحة ونجحت من خلاله في نزع فتيل أزمات بالمنطقة، كما يأتي هذا الجهد الدبلوماسي القطري إدراكا لأهمية الجغرافيا السياسية لليمن.
ومن ذلك تكون قطر قد أدرجت في صحائف التاريخ السياسي الحديث للمنطقة ثلاثة اتفاقات تحمل اسم عاصمتها، تم من خلالها تقليص ومعالجة ثلاث أزمات في المنطقة في ثلاث دول شقيقة، هي لبنان والسودان واليمن، ومن ثم يحق أن تتقلد الدوحة وسام سلام، كونها العاصمة التي رعت واحتضنت كل هذه الجهود التي رتقت رتوقا وأعادت اللحمة إلى صفوف وطنية كانت النزاعات قد باعدت بينها.
واللافت أن هذا الجهد الدبلوماسي القطري المكثف والمتعاقب يتم في فضاء عربي، يسجل العمل العربي المشترك والمسؤول فيه غيابا، وهو ما يلفت الشارع العربي ويضاعف تقديره وإعجابه لدور قطر العروبي الكبير.