نفي المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي صحة المقابلة الصحفية المنشورة في صحيفة الحرة في عددها السادس بتاريخ23سبتمبر الجاري والمنسوبة لقائد الجماعة عبدالملك الحوثي. وقال مصدر إعلامي بالمكتب الإعلامي للحوثيين في تصريح ل"المصدر أونلاين" بأن المقابلة التي أجرها الصحفي عبدالله الضبي هي من صنع خياله، وأن الضبي قام بإعداد الاسئلة والاجابة عليها بنفسه.
ومع أن الصحيفة حرصت علي أن تورد في نهاية المقابلة ملاحظة تشير إلي أن المقابلة أجريت في أواخر شهر رمضان المبارك الماضي، الإ أن المصدر الإعلامي أكد علي نفيهم القاطع عن صحتها.
وأضاف في اتصال هاتفي مع "المصدر أونلاين" بأن الصحفي لم يقم مطلقاً بالتواصل أو التنسيق مع المكتب الإعلامي لجماعة الحوثي بهدف إجراء مقابلة صحفية، وأن كل ما ورد في المقابلة لا يمثل رأينا أو توجهاتنا السياسية والإعلامية في الجماعة".
من جانبه أكد الصحفي الضبي إجرائه للمقابلة مع عبدالملك الحوثي عبر أحد الإعلاميين بمكتبه متحاشياً الكشف عن اسم هذا الوسيط، وقال ل"المصدر أونلاين" بأن هذا اللقاء تم عبر الايميل ولمدة ثلاثة أيام من المراسلة بينهما، وكان ذلك في أواخر شهر شعبان وتحديداً قبل لقاء الدوحة، أي انها قبل رمضان وليس كما جاء في الصحيفة بانها في أواخر رمضان، معتبراً أن أيراد ذلك هو مجرد خطاء مطبعي.
وأشار إلي أن مفاوضات الدوحة دفعت المكتب الإعلامي للاتصال به ومطالبته بتأجيل النشر لحين إنهاء المفاوضات، ومن ثم طلب منه القيام بإرسالها للاطلاع عليها قبل نشرها، وأن لديه ما يثبت صحة اللقاء المنشور في صحيفة الحرة، وسيقوم بمقاضاة المكتب الإعلامي في حال إصراره علي نفي وتكذيب ذلك.
وفي اللقاء المنشور ينقل سكرتير تحرير الصحيفة علي لسان الحوثي آرائه عن أحداث وقعت بعد انعقاد لقاء الدوحة كالأحداث التي وقعت في منطقة حوث والتي أتهم فيها الشيخ حسين الاحمر بتنفيذ أجندة أجنبية لا تريد انجاح إتفاق الدوحة، وأن مجلس التضامن بحسب ما نقلته الصحيفة هو تابع للسعودية وهو العدو الأول والأخير لليمنيين، وأوردت المقابلة إجابة مطولة ل عبدالملك الحوثي عن احتفال جماعته بيوم القدس والذي دعا الخميني الي إحيائه في الجمعة الاخيرة من شهر رمضان فيما تغيب هو عن ذلك الاحتفال بسبب انشغالات خاصة.
وبدا عبدالملك الحوثي في المقابلة المنسوبة له وهو يشن هجوماً لاذعاً علي السلطات السعودية وعلى قائد المنطقة الشمالية الغربية اللواء علي محسن الاحمر.
في حين وصف الحوثي في تلك المقابلة اللقاء المشترك بالمهرج، وأكد علي احترامه للرئيس صالح الذي تمر أسرته بخلافات لم يفصح عنها الا انها بين قطبي الاسرة علي عبدالله صالح واخيه غير الشقيق علي محسن الاحمر، واللذان يختلفان في كل شيء الا علي محاربتهما لجماعة الحوثي حسبما جاء على لسانه في الصحيفة.
في الغضون، قالت بيان صادر عن المكتب الإعلامي للحوثيين "إننا ننفي قاطعاً علاقة السيد/ عبدالملك بدر الحوثي بتلك المقابلة المزورة وندين استمرار السلطة لاستخدام مثل هذه الأساليب الرخيصة".
وأضاف "إن هذه المحاولة المكشوفة تظهر مدى استغراق السلطة في سياسة زرع بوادر الشقاق "على أسس مذهبية و قبلية و سياسية" بين مكونات المجتمع اليمني المختلفة بغية تهميشها و إضعافها وتكشف حقيقة تعمد السلطة افتعال الأزمات الداخلية بقصد إثارة مخاوف بعض الدول طمعاً في الحصول على الدعم المادي دون اكتراث لاستقرار البلد وحياة مواطنيه".
وقال "أن هذه المقابلة المزورة أتت في ظرف سياسي حرج تمر به السلطة فيما خصومها السياسيين يزدادون قرباً من تشخيص الأزمة وحلها".
وأشار مكتب الحوثي إلى ثقته أن تلك "الجهات المستهدفة في تلك المقابلة المختلقة سواء في الداخل أو في الخارج باتت تدرك هوية و دوافع من يقفون وراءها خصوصاً وان مضامينها ما هي إلا تكرار للاتهامات السابقة التي ساقتها السلطة لتبرير الحرب، كما أن محاولة السلطة تكريس اتهاماتها السابقة بتلك الصورة المفضوحة وعلى صحيفة تتبع أجهزتها الإستخباراتية كافٍ لإسقاط تلك التهم و إثبات براءتنا منها".
وجدد مكتب الحوثي "تأكيده على تثمينه لجهود اللقاء المشترك ودوره السياسي وعلى عمق علاقتنا به واحترامنا لمبادئ والتزامات الحوار الوطني الشامل التي يتمسك بها وعلى استمرارنا في التعاون الايجابي مع المشترك وكل الأطراف التي تعمل لإيجاد الحلول لمشاكل البلاد".