تشن هذه الأيام أطقم عسكرية من شرطة النجدة والأمن حملات متقطعة لإغلاق مقاهي الأنترنت في بعض أحياء العاصمة صنعاء، وكان آخرها الليلة الماضية، حيث داهمت قوات أمنية المقاهي بصورة مفاجئة واعتقلت العاملين فيها. وقال أحد العاملين في مقهى إنترنت ل"المصدر أونلاين" أن عدد من الجنود داهموا المحل الذي يعمل فيه، وطردوا الزبائن، واقتادوه إلى أحد أقسام الشرطة، بحجة صدور تعميم من وزارة الداخلية يمنع فتح محلات الانترنت بعد الساعة الثانية عشر ليلاً.".
وذكر عامل في مقهى آخر أن رجال الأمن منعوا فتح مقاهي الانترنت بعد منتصف الليل، وقال "أخذو أصحاب محلات الإنترنت فقط ،فيما البقالات والورش والمحلات الأخرى مفتوحة وما فيش احد كلمهم". وأردف "جاؤوا يبتزونا ويدخلونا للقسم ويأخذوا منا من ثلاثة ألف ومن خمسة ألف عشان يخرجونا".
وأكد المحامي والناشط الحقوقي عبد الرحمن برمان ل"المصدر أونلاين" عدم وجود نص قانوني يمنع مزاولة المهنة في أي وقت ليلا أو نهارا، عدا المهن التي قد تسبب ضرر أو إزعاج للمواطنين مثل الورش والمصانع". مستغربا من استهداف مقاهي الإنترنت دون مبرر.
وأكد في الوقت ذاته "إن ذلك يعد جريمة حجب حرية، تضر بالمواطنين وتسبب لهم خسائر مادية". وأضاف برمان "قمت بزيارة قسم 45 ليلا الأسبوع الماضي وكان في القسم حوالي 60 شخصاً محتجزين من محلات الإنترنت أسماهم الضابط المسئول" المتسكعين"، أفرج عن 15 شخص منهم ممن تمكنوا من دفع مبلغ 5000 ريال فما فوق".
وإذ أبدى برمان استغرابه من وصف الضابط المناوب لأصحاب محلات الأنترنت ب"المتسعكين" التي لا يوجد لها أصل قانوني". فقد أكد إن إجبار أصحاب المقاهي على كتابة تعهد بعدم فتحها ليلاً " عمل غير قانوني لأنه لا يجوز أن يتعهد الشخص على شيء مباح".
وتابع" إذا كانت هذه الاعتقالات ناتجة عن تعميم أصدر من وزارة الداخلية فإن ذلك يعتبر انتهاك للقانون، وسكوت الوزارة عن هذه البلطجة يعتبر انتهاك آخر".
وأبدى مالكو مقاهي الأنترنت تذمرهم واستيائهم من الإجراء الجديد بشأن إغلاق المحلات بعد الساعة الثانية عشر ليلاً وتأثير ذلك على العائد المادي للمقهى، وقال مالك محل إنترنت ل"المصدر أونلاين" كان مدخول المحل في اليوم ثمانية ألف ريال، والآن أصبح المدخول 4 ألف بسبب الإغلاق ، الشغل كله في الليل، النهار يكون الشغل قليل".
وأكد عاملون في مقاهي أنترنت أن هذا الإجراء أيضاً لا يطبق على الجميع، ولكنه يضخع غالباً لمزاج مسؤول قسم الشرطة في المنطقة، وأضاف أحدهم "يوم يخلونا نفتح عادي ويوم يقتحموا علينا المحلات كأن احنا في إسرائيل".
وعبر آخرون عن شكاواهم من عدم إغلاق بعض المحلات المشمولة بحماية بعض المتنفذين، وقالوا إنها تستمر في العمل طوال اليوم دون أن يعترضها أحد!.