تعهد السفير الامريكي الجديد في صنعاء ببناء "شراكة ناجحة" مع الحكومة اليمنية والمجتمع المدني والقطاع الخاص في اليمن، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بالحوار لحل جميع المشاكل والخلافات. وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الاثنين بمقر نقابة الصحفيين اليمنيين تحدث السفير جيرالد فايرستاين عن سياسات بلاده تجاه اليمن والأزمات التي تمر بها. وإذ وصف المشاكل التي تمر بها البلد ب"الخطيرة"، عبر عن اعتقاده بإمكانية حلها عبر "الحوار الوطني الموسع"، و"التنمية".
ونفى السفير الامريكي وجود أزمة يمنية أمريكية صامتة، مشيراً إلى أن بدء عمله يأتي في وقت أصبح التعاون بين البلدين متنامي وأكثر أهمية.
وحول الزيارة الأخيرة التي قام بها وكيل وزارة الخارجية إلى صنعاء، قال ان الوكيل كان سعيد جداً باجتماعه مع المعارضة الأسبوع الماضي، مضيفاً أنه وجه لها نفس الرسالة التي وجهها للرئيس علي عبدالله صالح ووزير الخارجية اليمني، مفادها ان امريكا تدعم بقوة سواءً بشكل مباشر أو عبر مجموعة أصدقاء اليمن الحوار الوطني وتشجع الأطراف على الالتزام بذلك بحيث يتم التوصل لنتائج إيجابية، لكن نبه إلى أن هذا الحوار يظل بين الحكومة والمعارضة، وقال ان وكيل وزارة الخارجية الامريكية لم يقدم أي مقترحات.
وقال السفير الامريكي الجديد ان واشنطن تدعم إجراء الانتخابات البرلمانية في وقتها المناسب، مضيفاً ان تفاصيل هذا الموضوع يعود للسلطة والمعارضة لمناقشتها، وأنه لا بد من اتفاق بينهما على ذلك.
واعتبر صحفيون حديث السفير عن "الوقت المناسب" وليس "الوقت المحدد" لإجراء الانتخابات، مؤشراً لاحتمال تأجيل الانتخابات، أو على الأقل قبول "أصدقاء اليمن" بها.
وأشار الدبلوماسي الامريكي إلى حديث الرئيس صالح حول التزام حكومته بمحاربة الفساد والتطرف، وإذ رحب بهذه التصريحات قال انه سيعمل مع الجانب الحكومي كي تفي بما التزمت به.
وتجاهل السفير فايرستاين اكثر من مرة الرد على قيام واشنطن بغارات جوية في مناطق يمنية ضد القاعدة وقال ان جهود واشنطن الامنية تتركز في تدريب القوات اليمنية للقيام بمهامها والتغلب على التطرف والعنف، وأضاف ان بلاده تعمل جنباً إلى جنب مع الحكومة والأجهزة الأمنية اليمنية لحل هذه الإشكالات عن طريق التعاون والاصلاحات الاقتصادية بين الحكومتين أو عبر أصدقاء اليمن.
وحول ما إذا كانت واشنطن ستعتمد سياسة الغارات الجوية مستقبلاً قال: "سنعمل ما نحتاج لعمله لدعم الحكومة اليمنية بحيث يمكنها التغلب على التهديدات، ونركز على تدريب القوات للتعامل مع هذا التحدي".
ورداً على سؤال حول الخلط بين القاعدة والحراك وتأثير ذلك على مكافحة الإرهاب قال ان الولاياتالمتحدة تفرق بين القاعدة والمجموعات الأخرى واستطرد: القاعدة مجموعة من المتطرفين يستخدمون الأراضي اليمنة لقتل اليمنيين والأجانب، أما المجموعة الأخرى فلديها مشاكل أخرى، وخلافات مع السلطة قال انه يمكن حلها " عبر الحوار الوطني الموسع والتمنية والاستثمار".
وبشأن الحديث عن مساعدة امريكية عسكرية لليمن بمبلغ مليار دولار قال السفير الامريكي لا قرار بشأن هذا الامر، مشيراً إلى ان المساعدات الحالية تبلغ 300 مليون دولار للحكومة والشعب اليمني نصفها للجانب الاقتصادي التنموي والآخر للجانب العسكري، متوقعاً أن تزداد مستقبلاً.
يذكر أن السفير فايرستاين قدم أوراق اعتماده سفيراً للولايات المتحدةالأمريكية الأسبوع الماضي خلفاً للسفير السابق ستيفن سيش.
وعمل بين عامي 2006 و2008 نائبا رئيسا لمساعد المنسق لبرامج شؤون مكافحة الإرهاب وعمل قبلها مسؤولاً مختصاً في شؤون باكستان وأفغانستان وبنجلاديش.
ومنذ التحاقه بالسلك الدبلوماسي في 1975م، خدم فايرستاين في باكستان والسعودية ولبنان وتونس وعمان وإسرائيل.