لم يعد التقطع يمارس في الخطوط الطويلة التي تخلو من قوات الأمن، ولم يعد المتقطعون يفزعون ويهربون عند رؤية سيارات الشرطة والأمن. عندما يتبلد المتقطعون لهذه الدرجة فمنعناه أنهم وصلوا إلى درجة متقدمة في الإجرام أو أنهم –وهذا أخطر- قد استطاعوا أن يجعلوا قسم الشرطة المختص هناك جزءاً منهم.
سأسرد –بكل بساطة- ما يجري في جزء من أمانة العاصمة وليس في طريق صعدة ولا في صحراء مأرب.
مجموعة مكونة من عشرة أشخاص، يحملون في الغالب الهراوات، وبالطبع لا يمسكونها من المنتصف . هم دائماً على استعداد ليهوون بهراواتهم على مرايات الباصات وزجاجاتهم عندما لا يكون السائق ليناً ومطاوعاً بما فيه الكفاية وفطناً للقانون الذي يحكم ذلك الشارع. لكي يتفادى سائق الباص أن تقع الهراوات على زجاجات الباص وأحياناً على رأسه، عليه أن يبرز 200 ريال مقابل كل مشوار يقوم به بين صنعاءوعمران.
مطلع هذا الأسبوع وصلت إلى مقر الموقع مناشدة من سائقي الباصات بخط صنعاء- عمران، وكانت المناشدة مرفقة بعدد من الوثائق تثبت أن ممارسة الجباية بهذه الطريقة في تلك الفرزة (كما في مناطق كبيرة) لم تبدأ منذ وقت قصير. إحدى الوثائق المرفقة كانت موجهة بتاريخ 23/6/2010م من مدير مباحث العاصمة إلى مدير أمن منطقة بني الحارث لضبط المذكورين واستكمال الإجراءات.
شكاوى كثيرة كانت ضمن ملف القضية امتدت تواريخ تقديمها من شهر 6 حتى شهر 10 وكلها لم تلق غير التوقيعات على الأوراق.
شكاوى السائقين خاطبت مدير مباحث العاصمة، ومدير أمن بني الحارث، ومدير أمن منطقة الثورة، وخاطبت مؤخراً النائب العام ، ولا يستبعد أن يقوم سائقو الباصات قريباً بمخاطبة رئيس الجمهورية بشأن مجموعة من عشرة أشخاص تجبر المواطنين على دفع رسوم غير قانونية عن طريق البلطجة وذلك وسط العاصمة على بعد كيلومترات فقط من دار الرئاسة ومجلس النواب وجميع المؤسسات التشريعية والتنفيذية والرقابية، وعلى بعد مئات الأمتار فقط من بعض الأقسام أو مديريات الأمن.
لقد فقد سائقو الباصات الأمل في أن يجدوا حلاً لدى مديرية الأمن المختصة، وعندما توجهوا إلى "المصدر أونلاين" بشكواهم جاء فيها "ورغم المناشدات العديدة والشكاوى والتوجيهات إلا أن مديرية أمن منطقة بني الحارث تقوم بدعمهم ومساندتهم... ولقد ناشدنا عبر صحف أخرى وزير الداخلية ووزيرة حقوق الإنسان ولكن للأسف الشديد لم يتم التجاوب معنا أو ضبط تلك العصابة.. وعليه نأمل منكم إيصال أصواتنا وشكوانا هذه للجهات المعنية عبر صحيفتكم...".
"والمصدر أونلاين" قياماً بدوره الإنساني يناشد كلاً من أمين العاصمة ووزير الداخلية وضع حّد لمعاناة هؤلاء ولمعاناة غيرهم ممن يتعرضون للابتزاز والجباية غير القانونية في أماكن متفرقة في أمانة العاصمة.