أعربت الولاياتالمتحدة السبت 4-12-2010 للحكومة الأفغانية عن قلقها البالغ بشأن تقارير أفادت بأن قوات الأمن الأفغانية أطلقت سراح أحد مسؤولي طالبان الكبار مقابل مبلغ من المال أو لدوافع سياسية. وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية، بي جيه كراولي، إن الإدارة الأمريكية قلقة جداً وإنها ناقشت المسألة مع الحكومة، وتقول المعلومات إن عملية إطلاق السراح هذه عملية مألوفة حيث شكلت طالبان لجنة لمتابعة تحرير مقاتليها من السجون.
وفي سياق متصل، أشاد الرئيس الامريكي باراك أوباما أثناء زيارة مفاجئة لأفغانستان يوم الجمعة بالقوات الأمريكية لتضحياتها و"التقدم المهم" الذي حققته في حرب بدأت قبل تسع سنوات ولا تحظى بشعبية على نحو متزايد في الولاياتالمتحدة.
وقضى أوباما تسع ساعات في قاعدة جوية خارج العاصمة الأفغانية وألغى زيارة كان يعتزم القيام بها بطائرة هليكوبتر الى كابول للقاء الرئيس الافغاني حامد كرزاي بسبب سوء الأحوال الجوية. وبدلاً من ذلك تحدث الرجلان هاتفياً. وجاءت ثاني زيارة يقوم بها أوباما كرئيس الى أفغانستان في الوقت الذي استعد فيه البيت الأبيض لإعلان مراجعة لاستراتيجية الحرب خلال الأسبوع المقبل وبعد يوم من توضيح برقيات مسربة تفصيلات المخاوف الامريكية بشأن قدرات كرزاي والفساد الواسع النطاق في هذا البلد.
وقال دوجلاس لوت مستشار أوباما لشؤون الحرب الافغانية للصحافيين على متن طائرة الرئاسة خلال عودة الرئيس للوطن إن المكالمة الهاتفية التي استمرت 15 دقيقة بين أوباما وكرزاي لم تتناول اياً من الموضوعين.
ويتعرض الرئيس الأمريكي لضغوط لإظهار تقدم في الحرب التي يتزايد تبرم الأمريكيين منها.
وقال أوباما أمام حوالي 4000 جندي في افغانستان في كلمة حفلت بالاشادة بالجنود العاملين والعبء الذي تتحمله عائلاتهم: "يمكننا اليوم أن نفخر بأنه توجد مناطق أقل تحت سيطرة طالبان. قلنا إننا سنكسر قوة طالبان وهذا ما تقومون به.. انتم تشنون الهجوم الآن بعد أن مللتم من مجرد الدفاع".
ولكن الزيارة جاءت في وقت تصاعدت فيه وتيرة العنف ووصل فيه عدد الضحايا الى رقم قياسي. وقتل اكثر من 1400 جندي امريكي في افغانستان منذ الاطاحة بحركة طالبان في 2001 ثلثهم خلال السنة المنصرمة وحدها.
وقرر أوباما في 2009 زيادة مستويات القوات الامريكية لتوسيع الحملة العسكرية الافغانية، وتم دفع كثير من الجنود الاضافيين في خضم قتال شرس بما في ذلك هجوم ضخم في قندهار معقل طالبان في جنوبافغانستان.
وشدد مسؤولو البيت الابيض على أن الهدف الاساسي من زيارة اوباما هو زيارة الجنود قرب عيد الشكر وعيد الميلاد، وأنها ليست مهمة تقصى حقائق قبل المراجعة الاستراتيجية المقبلة.
وقال أوباما للحشد بعد زيارة جنود جرحى "اعرف انه ليس سهلاً بالنسبة لكم جميعاً ان تكونوا بعيدين عن الوطن لاسيما خلال العطلات، وأعرف انه صعب على عائلاتكم ان يكون لديها مقعد شاغر على مائدة العشاء".
ومنح أوباما خمسة عسكريين اوسمة القلب الاورجواني في مستشفى باغرام.
وكالمعتاد في مثل هذه الزيارات لم تعلن زيارة اوباما مسبقاً لأسباب امنية. وخرج اوباما سراً من البيت الابيض ليل الخميس وتوجه خلال الليل على متن طائرة الرئاسة للقيام بهذه الزيارة السرية لأفغانستان.
وحدد أوباما منتصف 2011 موعداً لبدء الانسحاب، ويقول مسؤولون امريكيون ومسؤولون في حلف الاطلسي إنهم يهدفون الى الانتهاء من تسليم المهام للقوات الافغانية بحلول 2014، وهو هدف حدده كرزاي.
وقال لوت للصحافيين "كلاهما يعرف ان أوائل 2011 ليس بعيداً وأن هذا لابد وأن يظل يمثل اولوية لكليهما لبدء العملية الانتقالية".
وانتقد جمهوريون الموعد الذي حدده أوباما في يوليو/تموز 2011 ويقولون إن إعلان موعد يشجع طالبان.
وبالإضافة الى التحدث مع كرزاي حصل أوباما على تقارير من مستشارين كبار من بينهم الجنرال ديفيد بتريوس قائد القوات الامريكية وقوات حلف شمال الاطلسي في افغانستان والسفير الامريكي في أفغانستان كارل ايكينبيري وقادة القوات الخاصة.
وقال مساعدون بالبيت الابيض إنه على الرغم من تخطيط أوباما للقاء كرزاي فإنه لم تكن لديه رسالة جديدة يسلمها له لأن الرجلين التقيا في الآونة الأخيرة في اجتماع قمة حلف شمال الأطلسي في لشبونة.