قال الدكتور محمد عبدالمجيد قباطي رئيس دائرة العلاقات الخارجية للمؤتمر الشعبي العام إن مخاطر بقاء النظام الراهن أخطر بكثير من مخاطر التغيير. وأضاف قباطي الذي يشغل منصب مستشار رئيس الوزراء، في ندوة لمركز "أبعاد" للدراسات اليوم، عن مستقبل اليمن في ضوء ثورة تونس الشعبية وملامح انفصال جنوب السودان، إن الدوائر الدبلوماسية الغربية باتت متفقة على ذلك، مشيرا إلى تصريح وزير بريطاني الذي قال فيه "نحن لا نستبعد التدخل في اليمن".
وقال قباطي "إن البلد متجهة نحو التشظي، ولا تقبل بالتغيير المتدرج، وإنما بالتغيير الكامل الذي ينقذ اليمن من أزماته".
فيما قال الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح الدكتور محمد السعدي إن ما يبديه الوضع الراهن من قراءة للمستقبل هو سيء في كل المجالات وأن سياسيات الحكومة للمستقبل هي سياسات متراكمة واصفاً إياها ب"العبثية".
وأضاف:"هناك شراكة بين النظام والمجتمع لا يعفي أي طرف من القيام بمهامه، والذين يمتلكون القرار يتحملون أعباء أكثر من غيرهم"، "هناك حروب في الشمال واحتقان سياسي في الوسط وأزمة في الجنوب، ومن المستفيد من حروب صعدة الست التي خسر اليمن فيها نحو 3 مليار ريال يمني حسب ما هو معلن فقط". وتابع:"تحولت الوحدة اليمنية إلى نظام، وتحول النظام إلى غنيمة، وتحولت الغنيمة إلى بروز أشخاص يستولون عليه، مما اضطر هذا العبث إلى تحول الأشخاص الأكثر وحدوية إلى دعاة للانفصال". وأكد أن معالجة الوضع الراهن تستجدي بروز رأي موضوعي وهو لا يتحقق إلا عن طريق حوار يتم من خلاله تشخيص مشاكل اليمن بموضوعية، وإيجاد الحلول لتلك المشاكل. وقال إن مشكلة اليمن تتمثل في فقدان المرجعية في البلد، وأن الرئيس صالح أصبح مرجعية لأفراد محددون يسعون لفرض مصالحهم على حساب مصلحة الوطن. وبشأن الحديث عن مستقبل اليمن، قال السعدي إن ذلك يتطلب إصلاحات جادة بدأً بحل القضية الجنوبية بتسوية تاريخية وإعادة الحقوق إلى أصحابها، وإن لم يحدث ذلك فمستقبل اليمن سيتحول إلى صراعات كما صورتها لنا السلطة في "الصوملة واللبننة". وقال "نحن بحاجة إلى تصفير عدد القتال، والأزمات، لا عداد الرئاسة". الدكتور عادل الشرجبي أستاذ الاجتماع السياسي والقيادي في الحزب الاشتراكي، قال انه يستغرب عندما يجد مراكز أبحاث إسرائيلية تناقش موضوع مستقبل اليمن بكثافة، بينما المراكز اليمنية لا تناقش ذلك، وحولت إلى مراكز للتطبيل للحاكم. وقال: إن اغتيال وسائل التغيير السلمي يتم بعدة طرق، منها افتقاد الديمقراطية بشكل كامل وهو ما حاصل الآن، إضافة إلى عدم وصول أصوات الجماهير إلى الحاكم إثر احتكار وسائل الإعلام الرسمية لمصلحة الحزب الحاكم. وأشار إلى الشعوب عندما تعرف أن وسائل التغيير السلمي قد اغتيلت من جانب النظام، فإنها ستخرج إلى الشارع لتغيير النظام بالقوة. وانتقد الشرجبي تخلي الدولة عن مسؤولياتها، وقال: إن ما تحصل عليه السلطة من موارد النفط والضرائب والمساعدات الأجنبية، توظفه في شراء الذمم من أجل بقاء النظام.
أما محمد أبو لحوم عضو الأمانة العامة للمؤتمر قال إن ما حدث في تونس "ثورة كرامة وليست ثورة مجاعة". من جانبه، قال النائب صخر الوجيه إن من يحكم اليمن هي أسرة حاكمة، إضافة إلى نخبة مستفيدة من بقاء النظام، ولا يوجد هناك حكومة. وأضاف أن النظام اليمني يريد ديمقراطية ودستور على مقاسه ولا يريد مصلحة الوطن، وإنما مصلحة بقاءه في الحكم. الوزير السابق المهندس عبدالله الأكوع قال إن اليمن لا تختلف عن تونس، وأن ما جرى في تونس سيجري في اليمن، وليس بالضرورة إن يكون بنفس الأسباب أو التطابق، فلكل ثورة خصوصياتها.