عاد اليوم إلى صنعاء الشيخ محمد بن علي المؤيد، ورفيقه محمد محسن زايد إلى صنعاء بعد اعتقال دام 6 سنوات و7 أشهر في السجون الألمانية والأمريكية.
وما أن وطئت قدما الشيخ المؤيد ومرافقه زايد أرض الوطن حتى سجد لله شكراً على عودته إلى أرض الوطن.
وكانت المحكمة الاستئنافية في مدينة نيويوركالأمريكية قررت الجمعة الماضية في جلسة عقدتها للنظر في قضيتهما إطلاق سراحهما.
وبوصول المؤيد وزايد يسدل الستار على معاناة امتدت إلى ما يقرب من 7 سنوات في السجون الأمريكية وقبلها الأمريكية، فقد غادر المؤيد صنعاء في 5 يناير 2003 إلى ألمانيا للعلاج، وفي 10 يناير أوقف مع رفيقه زايد في مطار فرانكفورت حين كانا يستعدان للانتقال إلى مدينة جينا الألمانية.
وحسب مراسل "المصدر أونلاين" فقد كان في استقباله عشرات الآلاف من الجماهير في مقدمتهم قيادات وأعضاء حزب التجمع اليمني للإصلاح الذي ينتمي إليه المؤيد، ووزراء الخارجية والأوقاف وحقوق الإنسان، وأعضاء مجلس النواب، وشخصيات اجتماعية وقبلية ودعوية.
وفور وصولهما المطار استقل المؤيد وزايد حافلة لإلقاء التحية أمام مستقبليهم الذين اصطفوا على طول شارع المطار. واتجه المؤيد إلى مستشفى جامعة العلوم والتكنولوجيا للعلاج، لكن مصادر قالت ل"المصدر اونلاين" انهما خرجا من مستشفى جامعة العلوم، ونقلا إلى مستشفى "العرضي"، وهو المستشفى الخاص بالرئيس، والذي كشف عنه لأول مرة عندما أصيب الرئيس بالرضوض مؤخراً خلال ممارسته للرياضة.
وفي وقت لاحق التقى المؤيد وزايد رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح.
وقال مراسل "المصدر اونلاين" انه بالإضافة إلى صور المؤيد وزايد، حضرت صور الرئيس بكثافة.
وكانت المحكمة الألمانية العليا قد أقرت في عام 2003م تسليم المؤيد وزايد لأمريكا، واعتبرت المحكمة الدستورية الألمانية ذلك القرار قانونياً.
وعلى إثر هذا القرار رحل المؤيد وزايد في 16 نوفمبر إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية. ومنذ وصولهما بدأ مسلسل محاكمة الرجلين بتهمة دعم الإرهاب، وتحديداً دعم حماس والقاعدة.
وقررت محكمة بروكلن الابتدائية عام 2005م ة سجن المؤيد 75 عاماً ودفع غرامة قدرها مليون وربع المليون دولار, في حين حكم بالسجن على زايد 45 عاماً.
وفي حكم لم يكن متوقعاً قضت محكمة الاستئناف الأمريكية في الثالث من أكتوبر العام الماضي حكمها بإلغاء الحكم الابتدائي الصادر ضدهما. غير أن القضاء الأمريكي قرر إعادة محاكمتهما من جديد، قبل أن تقرر محكمة الاستئناف إطلاق سراحهما الجمعة الماضية.
وطبقاً لبيان صادر عن السفارة اليمنية بواشنطن فقد عقدت جولات من المفاوضات المكثفة بين سفارة بلادنا في واشنطن ومسؤولي وزارة العدل الأمريكية، وكذلك بين محامو المؤيد وزايد والادعاء الأمريكي. أثرت هذه الجهود إلى إبرام اتفاق تسوية بين الملتمسين و القاضي. وبناءاً على التسوية، فقد أقر الشيخ المؤيد ومرافقه بعدد من التهم الموجهة إليهما، وطبقاً لذلك حكمت القاضية الأمريكية بتخفيف عقوبتهما إلى خمس سنوات احتسبت فترة العقوبة من تاريخ إلقاء القبض عليهما وإيداعهما في المعتقل.
وعلم "المصدر أونلاين" أن المؤيد اعترف بموجب الاتفاق بنيته دعم حركة حماس عن طريق شخص أجنبي، وقالت المحامية لميس ديك إن المؤيد اعترف بأنه نوى أن يبعث بأموال لأشخاص من حماس.
وكان الشيخ المؤيد قد توقف "ترانزيت" أمس في مطار دبي ل24 ساعة في طريقه إلى صنعاء. وقالت مصادر في دبي ل"المصدر اونلاين" إن سلطات مطار دبي الدولي رفضت السماح للشيخ محمد المؤيد ورفيقه محمد زايد من الدخول إلى دبي بسبب عدم توفر جوازات، لكن مصادر أخرى قالت إنه سمح لهما بذلك بعد تدخل القنصلية اليمنية في دبي.
وقد رحب الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك بقرار الإفراج واعتبره انتصاراً للإرادة اليمنية وبادرة طيبة من الإدارة الأمريكية، متمنياً أن يتم الإفراج عن باقي المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية. من جانبه هنأ التجمع اليمني للإصلاح الشعب اليمني بمناسبة قرار الإفراج عن الشيخ المؤيد وزايد، وعبرت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح عن صادق تهانيها لقيادات وأعضاء وأنصار الإصلاح وكافة أفراد الشعب وفئاته المختلفة بهذا المناسبة.
وشكر الدكتور محمد السعدي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح كل من ساهم في قرار الإفراج وفي مقدمتهم القيادة السياسية، كما شكر المجتمع المدني والأحزاب السياسية ومحامي المؤيد وزايد في الداخل والخارج وفريق المتابعة المستمرة. وفي السياق قال الشيخ حمود هاشم الذارحي، رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن المؤيد وزايد، إن هذا القرار بشرى كبيرة سجد بها اليمنيون لله شكرا، وقال إنه رد اعتبار للسيادة اليمنية التي أخرقت باستدراجهما وحبسهما ظلماً، معتبراً سنوات السجن التي تعرض لها الشيخ المؤيد ومرافقه زايد ابتلاءاً من الله لهما ليرفع ذكرهما ويعلي شأنهما في الأمة.
واعتبر المحامي خالد الآنسي -في تصريح لموقع سبتمبر- الإفراج بمثابة رسالة مصالحة من إدارة الرئيس الأمريكي " اوباما " إلى العالم الإسلامي، وخطوة أولى باتجاه إنهاء معاناة المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية أو الخاضعة لسلطة أمريكا ك معتقل غوانتانامو وباجرام والمعتقلين في السجون السرية والعراقية. وقال المدير التنفيذي لمنظمة هود :" أنتهز هذه الفرصة لمناشدة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لبذل مزيد من الجهود لإنهاء معاناة بقية المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية كما بذل جهوده في قضية الشيخ المؤيد وزايد وإنهاء معاناتهما. وأوجه رسالة إلى الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في تعاملها مع أسرى غوانتانامو وإطلاق سراحهم.
وقد عمت الفرحة اليمنيين عقب سماعهم نبأ الإفراج عن المؤيد وزايد، واصفين إياه بالبشرى، كما تبادل الكثيرون التهاني والتبريكات بهذه المناسبة.