من المتوقع أن يكون الشيخ محمد المؤيد قد غادر المستشفى الذي نقل إليه بسبب سوء حالته الصحية وبغرض إجراء فحوصات للتأكد من إمكانية تحمله ركوب الطائرة لمسافة طويلة. وكانت المحكمة الاستئنافية في مدينة نيويوركالأمريكية قررت في جلسة عقدتها أمس للنظر في قضية الشيخ المؤيد ورفيقه زايد إطلاق سراحهما. وقد التقى المؤيد برفيقه زايد لأول مرة منذ اعتقالهما في 2003م، في مشهد مؤثر أبكى المحامين والقاضية الأمريكية. وطبقاً لبيان صادر عن السفارة اليمنية بواشنطن فقد عقدت جولات من المفاوضات المكثفة بين سفارة بلادنا في واشنطن و مسؤولي وزارة العدل الأمريكية من جهة، و كذلك بين محامو المؤيد وزايد و الإدعاء الأمريكي من جهة أخرى أثرت هذه الجهود إلى إبرام اتفاق تسوية بين الملتمسان و القاضي. و بناءاً على التسوية، فقد أقر الشيخ المؤيد و مرافقه بعدد من التهم الموجهة إليهما، وطبقاً لذلك حكمت القاضية الأمريكية بتخفيف عقوبتهما إلى خمس سنوات احتسبت فترة العقوبة من تاريخ إلقاء القبض عليهما و إيداعهما في المعتقل. وعلم "المصدر أونلاين" أن المؤيد اعترف بموجب الاتفاق بنيته دعم حركة حماس عن طريق شخص أجنبي، وقالت المحامية لميس ديك ان المؤيد اعترف بأنه نوى أن يبعث بأموال لأشخاص من حماس. وكانت محكمة ابتدائية قد قضت عام 2005م بالسجن 75 عاماً للمؤيد و45 عاماً لرفيقه زايد بعد أن أدانتهما بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمنظمتي القاعدة وحماس، قبل أن تنقض محكمة الاستئناف ذلك الحكم، وتقرر إما الإفراج عنهما أو إعادة محاكمتهما من جديد. وفي حين توقعت مصادر أن يعود المؤيد وزايد إلى صنعاء خلال اليومين المقبلين برفقة فريق من المحامين الأمريكيين والأطباء ومسئولين في السفارة اليمنية قالت مصادر أخرى ان ثمة عراقيل تواجه نقلهما إلى اليمن. وقالت صحيفة أخبار اليوم ان ثمة خلاف حول من يتكفل بنقلهما إلى اليمن السفارة اليمنية بواشنطن أم الإدارة الأمريكية خصوصاً وأن الحالة الصحية للشيخ المؤيد قد تستدعي أن يتم تعيين فريق طبي لمرافقتهما في رحلتهما نظراً للظروف الصحية لهما. وقال الناطق الرسمي باسم السفارة اليمنية بواشنطن محمد الباشا: ان هذا القرار يأتي تتويجاً للجهود المضنية والمستمرة التي بذلها فخامة الأخ الرئيس في السنوات الماضية كما تأتي تتويجاً للمتابعات المستمرة للسفارة في واشنطن مع المؤسسات المختصة خاصة وزارة العدل الأمريكية، وتتويجاً للقاءات المتكررة التي انعقدت مع وزير العدل الأمريكي السيد أريك هولدر و مساعديه السيد بروس سوارتز و السيدة أيمي جيفرز و السيد ديفيد وارنر. وأضاف الباشا: ان السفارة كانت قد لمست تغيراً إيجابياً ملحوظاً بعد تولي الرئيس باراك أوباما الرئاسة في الولاياتالمتحدة، وتأكدت بتولي وزير العدل الأمريكي لمهامه و لاحظت السفارة أن الاجتماعات التي عقدت مع وزارة العدل والجهات المختصة قد اتسمت بالموضوعية و الشفافية و الرغبة في أن تسير الأمور في الاتجاه الصحيح لمسار المحاكمة التي أفضت إلى هذه النتيجة. وقد رحب الناطق باسم أحزاب اللقاء المشترك بقرار الإفراج واعتبره انتصاراً للإرادة اليمنية وبادرة طيبة من الإدارة الأمريكية، متمنياً ان يتم الإفراج عن باقي المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية. من جانبه هنأ التجمع اليمني للإصلاح الشعب اليمني بمناسبة قرار الإفراج عن الشيخ المؤيد وزايد، وعبرت الأمانة العامة للتجمع اليمني للإصلاح عن صادق تهانيها لقيادات وأعضاء وأنصار الإصلاح وكافة أفراد الشعب وفئاته المختلفة بهذا المناسبة.
وشكر الدكتور محمد السعدي الأمين العام المساعد للتجمع اليمني للإصلاح كل من ساهم في قرار الإفراج وفي مقدمتهم القيادة السياسية، كما شكر المجتمع المدني والأحزاب السياسية ومحامي المؤيد وزايد في الداخل والخارج وفريق المتابعة المستمرة. من جانبه قال الشيخ حمود هاشم الذارحي، رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن المؤيد وزايد، ان هذا القرار بشرى كبيره سجد اليمنيون لله شكرا، وقال انه رد اعتبار رد اعتبار للسيادة اليمنية التي أخرقت باستدراجهما وحبسهما ظلما، معتبرا سنوات السجن التي تعرض لها الشيخ المؤيد ومرافقه زايد ابتلاءا من الله لهما ليرفع ذكرهما ويعلي شأنهما في الأمة. واعتبر المحامي خالد الآنسي في تصريح لموقع سبتمبر الإفراج بمثابة رسالة مصالحة من إدارة الرئيس الأمريكي " اوباما " إلى العالم الإسلامي وخطوة أولى باتجاه إنهاء معاناة المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية أو الخاضعة لسلطة أمريكا ك" معتقل غوانتانامو " وباجرام والمعتقلين في السجون السرية والعراقية , وقال المدير التنفيذي لمنظمة هود :" انتهز هذه الفرصة لمناشدة فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح لبذل مزيد من الجهود لإنهاء معاناة بقية المعتقلين اليمنيين في السجون الأمريكية كما بذل جهوده في قضية الشيخ المؤيد وزايد وإنهاء معاناتهما , وأوجه رسالة إلى الإدارة الأمريكية بإعادة النظر في تعاملها مع أسرى غوانتانامو وإطلاق سراحهم.