قررت السلطات القضائية الأمريكية أمس إطلاق سراح الشيخ محمد علي المؤيد ومرافقه محمد زايد المسجونين في سجن بولاية كلورادو على خلفية حكمين قضائيين كانا قد صدرا ضدهما قبل سنوات من القضاء الأمريكي. وكانت المحكمة الاستئنافية في مدينة نيويوركالأمريكية عقدت جلستها صباح أمس للنظر في قضية الشيخ المؤيد ومرافقه وقررت اطلاق سراحهما بعد اتفاق التسوية بين الملتمسين والقاضي. وبناءً على التسوية، فقد أقر الشيخ المؤيد ومرافقه بعدد من التهم الموجهة إليهما، وحكمت القاضية الأمريكية بتخفيف عقوبتهما إلى خمس سنوات احتسبت فترة العقوبة من تاريخ إلقاء القبض علىهما وايداعمها في المعتقل. وكانت جولات من المفاوضات المكثفة بين سفارة اليمن في واشنطن ومسؤولي وزارة العدل الأمريكية من جهة وبين محامي المؤيد وزايد والادعاء الأمريكي من جهة أخرى تمخضت عن إبرام اتفاق تسوية بين الملتمسين والقاضي. وعقب النطق بالحكم قال المسؤول السياسي في سفارة اليمنبواشنطن خالد الكثيري الذي مثل السفارة في جلسة أمس وفي عدد من المفاوضات واللقاءات الرسمية التي افضت إلى هذا الحكم: إنه لولا جهود القيادة السياسية ممثلة بفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح - رئيس الجمهورية - ومتابعته المستمرة لجهود السفارة في هذا الشأن لما تكللت القضية بهذه النتيجة. وثمن الكثيري في تصريح لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» جهود المحامين بوب بويل ولميس الديك وليز بويل وكرت فاربر وتينا فوستر ودفاعهم عن الشيخ المؤيد ومرافقه في التوصل إلى هذه التسوية. من جانبه اعتبر الناطق الرسمي باسم سفارة اليمن في واشنطن محمد الباشا اطلاق الشيخ المؤيد ومرافقه زايد تتويجاً للجهود التي بذلها فخامة الرئيس ومتابعة السفارة المستمرة لقضيتهما لدى السلطات الأمريكية المختصة. وقال الباشا لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ» : هذا الحكم جاء أيضاً تتويجاً للقاءات المتكررة التي عقدت مع وزير العدل الأمريكي السيد أريك هولدر ومساعديه السيد بروس سوارتز والسيدة أيمي جيفرز والسيد ديفيد وارنر. وأشار الناطق الرسمي إلى أن السفارة اليمنيةبواشنطن لمست تغيراً ايجابياً ملحوظاً بعد تولي الرئيس باراك أوباما مقاليد الرئاسة في الولاياتالمتحدة وتعززت بتولي وزير العدل الأمريكي اريك هولدر لمهامه. وبين أن السفارة لاحظت ان الاجتماعات التي عقدت مع وزارة العدل والجهات المختصة في الفترة الأخيرة اتسمت بالموضوعية والشفافية والرغبة في ان تسير الأمور في الاتجاه الصحيح لمسار المحاكمة التي أفضت إلى هذه النتيجة. إلى ذلك قال الشيخ حمود هاشم الذارحي، رئيس الهيئة الشعبية للدفاع عن المؤيد وزايد، بأن قرار الإفراج على المؤيد وزايد بشرى كبيرة، سجد اليمنيون لله شكراً بهذه البشرى. وأضاف في تصريح لموقع «الصحوة نت» بأن الإفراج عن الشيخ المؤيد وزايد بشرى كبيرة لأسرتيهما ولكل أبناء اليمن وللأمة جميعاً، ورد اعتبار للسيادة اليمنية التي أخرقت باستدراجهما وحبسهما ظلماً، معتبراً سنوات السجن التي تعرض لها الشيخ المؤيد ومرافقه زايد ابتلاء من الله لهما ليرفع ذكرهما ويعلي شأنهما في الأمة. وأضاف الذارحي: هذا القرار مبشر بالخير وقد كان نتيجة مفاوضات بين محاميي الشيخ المؤيد والإدارة الأمريكية وقاضي المحكمة على أساس إجراء تسوية حتى تخرج الإدارة الأمريكية بماء الوجه، ونستبشر نحن بخروج المؤيد وصاحبه، مشيراً إلى أن محامي المؤيد اتصل بأسرته في صنعاء أمس وأبلغهم بقرار الإفراج. وأضاف الذارحي: اتصل بي الأخ الرئيس صباح أمس أيضاً وطلب مني إبلاغ أسرة المؤيد وزايد ببشرى الإفراج عنهما وإنهما سيصلان الأحد أو الاثنين إلى صنعاء، وإن حالة الشيخ المؤيد متعبة، وقد طلبت - يضيف الذارحي - من الأخ الرئيس التوجيه بإخضاع المؤيد للعلاج قبل نقله إلى صنعاء إن كان هناك خطورة على حياته حال نقله بالطائرة نتيجة حالته المرضية. وشكر في ختام تصريحه كل من أسهم وساهم في متابعة قضية المؤيد وزايد وفي مقدمتهم الأخ رئيس الجمهورية ووزير الخارجية وسفارة اليمن في واشنطن والمؤسسات الحكومية في صنعاء ومجلسي النواب والشورى ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية وكل الفعاليات والجهود التي بذلت لتأمين الإفراج عنهما، كما شكر أيضاً محامي المؤيد وزايد وفريق المتابعة والتنسيق الذي كلفته اللجنة الوطنية وتعاقدت معهم لمتابعة وتنسيق الجهود الرسمية والشعبية والقانونية المتصلة بالقضية.