كشفت مصادر رسمية يمنية في صنعاء أن السلطات الأمريكية قررت الجمعة الإفراج عن الشيخ محمد المؤيد القيادي في حزب الإصلاح الإسلامي المعارض ومرافقه محمد زايد، بعد أكثر من ست سنوات على اعتقالهما بتهمة الارتباط بتنظيم القاعدة والتخطيط لتنفيذ عمليات توصف بأنها "إرهابية." وفيما ذكرت المصادر الرسمية أن السفارة اليمنية في واشنطن تبلغت قرار الإفراج عن المؤيد وزايد والاكتفاء بفترة سجنهما السابقة، وذلك بعد الجهود التي بذلها الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والحكومة اليمنية مع الإدارة الأمريكية في هذا الإطار في ظل الحديث عن تردي صحة الشيخ المؤيد , مشيرا إلى أن الرئيس وجه بسرعة نقلهما إلى اليمن بعد الإفراج عنهما. غير أن القيادي في حزب الإصلاح الشيخ حمود هاشم الذارحي، قال أن قرار الإفراج كان نتيجة مفاوضات بين محامي الشيخ المؤيد والإدارة لأمريكية وقاضي المحكمة على أساس إجراء تسوية حتى تخرج الإدارة الأمريكية بماء الوجه- حد تعبيرة. واستبشر الذارحي في تصريح لموقع حزبه "الصحوة نت" بخروج المؤيد وصاحبه، مشيرا إلى أن محامي المؤيد اتصل بأسرته في صنعاء اليوم وابلغهم بقرار الإفراج الذي وصفه ب"بشرى كبيره سجد اليمنيون لله شكرا بها ورد اعتبار للسيادة اليمنية التي أخرقت باستدراجهما وحبسهما ظلما"، معتبرا سنوات السجن التي تعرض لها الشيخ المؤيد ومرافقه زايد ابتلاءا من الله لهما ليرفع ذكرهما ويعلي شأنهما في الأمة وأضاف الذارحي " اتصل بي الأخ الرئيس صباح اليوم أيضا وطلب مني إبلاغ أسرة المؤيد وزايد ببشرى الإفراج عنهم وإنهما سيصلان الأحد أو الاثنين إلى صنعاء، وان حالة الشيخ المؤيد متعبة، وقد طلبت – يضيف الذارحي - من الأخ الرئيس التوجيه بإخضاع المؤيد للعلاج قبل نقله إلى صنعاء إن كان هناك خطورة على حياته حال نقله بالطائرة نتيجة حالته المرضية. وكانت الحكومة اليمنية أوفدت في ال22 يوليو الماضي الدكتور عبدالله العلفي النائب العام الى واشنطن لتفاوض لم يعلن عن فحواه خلال لقاء مع وزير العدل الأمريكي ايرك هولدر ، بشأن سرعة الإفراج عن الشيخ المؤيد ومرافقة وتقديم العناية الطبية الكاملة لهما ، كما ناقش النائب العام اليمني مع الوزير الأمريكي الإجراءات الكفيلة بإطلاق سراح المعتقلين اليمنيين في قاعدة غوانتانامو وباجرام. ورحب وزير العدل الأمريكي بجهود اليمن في مجال التعاون القضائي والأمني، وتبادل المعلومات والخبرات، مؤكداً استمرار دعم إدارة الرئيس باراك أوباما لجهود اليمن في مكافحة الإرهاب والجريمة. وتعرض الشيخ المؤيد ومرافقه لعملية استدراج في العاشر من يناير/كانون الثاني 2003 من خلال أجهزة الأمن الألمانية بطلب من السلطات الأمريكية ليتم اعتقالهما بمطار فرانكفورت. واتهمت محكمة البداية في بروكلين المؤيد وزايد ب"تمويل ودعم الإرهاب" وتقديم المساعدات المالية والعينية لتنظيم "القاعدة" و"حركة حماس وأمرت بحبسهما 75 سنة و 45 سنة وتغريمهما نحو مليوني دولار، مشيرة إلى استخدام العمل الخيري غطاء لنشاطات غير مشروعة. غير أن محكمة الاستئناف التي أعادت النظر في القضية بالثالث من أكتوبر/تشرين الأول 2008 قضت بإلغاء الحكم الابتدائي، وشككت في شهادات الشهود، كما لفتت إلى أن الدعم الذي قدمه المؤيد للفصائل المسلحة قد يكون خلال فترة الوجود السوفيتي في أفغانستان وقتال تلك الفصائل ضده. إلا أن الإفراج عن المؤيد ورفيقه تأخر لأن القضاء الأمريكي قرر إعادة محاكمتهما من جديد، وهو ما اعترضت عليه اليمن مطالبة بتطبيق حكم المحكمة الاستئنافية بإسقاط العقوبات عنهما وإطلاق سراحهما.