تعهدت المعارضة المسلحة في ليبيا التي شجعها اعتراف فرنسا بمجلسها الوطني الانتقالي في بنغازي كممثل للشعب الليبي يوم الخميس بمواصلة القتال ضد حكم معمر القذافي حتى دون منطقة حظر جوي. وناشدت قيادات المعارضة ومقاتلون يحاربون قوات القذافي المدعومة بالدبابات والطائرات على الخطوط الامامية واشنطن وحلفاءها فرض منطقة حظر جوي لشل قدرات سلاح الجو الليبي.
وقالت مسؤولة الاعلام بتحالف 17 فبراير للصحفيين " اذا فرضوا منطقة حظر جوي فستكون لنا مطالب اخرى واذا لم يطبقوها فاننا سنواصل في القتال."
وأضافت "لا تراجع بالنسبة لنا. هذا البلد لن يتحملنا معا. اما نحن أو عائلته (القذافي). بعد ما حدث في الزاوية (البلدة المحاصرة) كيف يمكننا أن نعيش مع هذا الشخص."
واعترفت فرنسا يوم الخميس بالمجلس الوطني الانتقالي كممثل شرعي للشعب الليبي لتكون أول دولة تتخذ هذه الخطوة.
وشهدت الشوارع المحيطة بمبنى يتخذ منه قادة المعارضة المسلحة قاعدة لهم اطلاق نار في الهواء ابتهاجا عندما ورد نبأ الخطوة الفرنسية. وأطلق سائقوا السيارات أبواق سياراتهم.
وجاء الاعلان بينما بدأ حلف شمال الاطلسي والاتحاد الاوروبي محادثات يوم الخميس حول امكانية فرض منطقة "حظر جوي" فوق ليبيا بعد قتال هو الاشرس منذ بدء الانتفاضة المستمرة منذ ثلاثة اسابيع.
ونفت مسؤولة الاعلام في ائتلاف 17 فبراير في مؤتمر صحفي في بنغازي ثاني أكبر المدن الليبية والتي انطلقت منها الانتفاضة وتتمركز بها المعارضة المسلحة تأكيد القذافي على ان تنظيم القاعدة وراء الانتفاضة التي تهدد حكمه المستمر منذ 41 عاما.
وقالت "القذافي يستأجر موظفي علاقات عامة ومستشارين. بالنسبة لنا نحن نتحدث بشكل تلقائي لكن الحق الى جانبنا."
وتابعت "اذا كنا نحمل السلاح فهو للدفاع عن انفسنا فحسب. كل ما يقوله (القذافي) عن القاعدة هي دعايته. هيلاري كلينتون (وزير الخارجية الامريكية) قالت انها تشعر بالقلق ازاء القاعدة ومن حرب أهلية. نحن فحسب ضد هذه العائلة (عائلة القذافي). كيف يمكن أن يكون هذا تصورها."
وسعت مسؤولة الاعلام الى استبعاد أن يكون المعارضون "متطرفين" وأكدت على الوحدة الوطنية رغم تصريحات لنجل القذافي بأن المجتمع القبلي الليبي سينزلق الى حرب أهلية اذا تنحى والده.
وقالت "القذافي يحاول طول الوقت أن يثير الصراعات بيننا...نحن مجتمع متجانس. اسمنا الجمهورية الليبية وليس الجمهورية العربية الليبية لوجود اختلافات عرقية."
وأشارت الى وجود مجموعة كبيرة من القبائل لكنها قالت "هم ليبيون مثلنا يتعرضون لنفس القهر."
وحول شراء المزيد من السلاح للمقاتلين من المعارضة قالت "بالطبع كافة الخيارات مطروحة على الطاولة."
وعن التحركات الدبلوماسية للحصول على اعتراف قالت "نلنا ادانة ( للقذافي) من دول الخليج التي حثت الجامعة العربية على الدعوة لاجتماع طارئ. هذا ما فعله (مندوبو المجلس الوطني الانتقالي".
وتابعت "التقوا برئيسة سويسرا وسيجتمعون غدا مع الاتحاد الاوروبي )في بروكسل/ ولدينا ايضا وفد سابق مع البريطانيين".
وتبحث المعارضة المسلحة أيضا مسالة كيفية تسويق النفط الليبي. وقال غانم بشير وهو مهندس اتصالات يقدم المشورة لتحالف 17 فبراير للصحفيين ان الاعتراف من قبل الدول الاخرى سيكون مهما من أجل تسويق الخام الليبي والذي يأتى معظمه من حقول في الشرق.
وبسؤاله عن اقرب موعد من الممكن أن تطرح فيه شحنات النفط للتسويق مباشرة دون العودة لمؤسسة النفط الرسمية قال "نريد ذلك في اسرع وقت ممكن...نعم باعتراف الفرنسيين والبريطانيين وحكومات اخرى (بالمجلس الوطني) نستطيع أن نفعل ذلك."
وعن الدول التي يسعون للحصول على اعترافها بالمجلس قال بشير " بريطانيا والمانيا وتركيا. هذه مشكلة خاصة بالبحر المتوسط. أي قلاقل ستؤثر على المنطقة كلها. نحاول أن نجعل المتوسط منطقة مسالمة لجميع الجيران."
واضاف "الغرب سيدفعنا للقيام بذلك (بيع النفط في السوق السوداء) لكن عندما تعود الامور الى طبيعتها سينتهي هذا الامر ... في حال لم يقدم الغرب الدعم المطلوب للمجلس الوطني سيحاول شعبنا بيع النفط سرا في السوق السوداء تماما كما يفعل القذافي."