سألني أحد الأصدقاء عن رأيي في الأحداث المتسارعة التي تشهدها بلادنا، وعن سيل الاستقالات المفاجئة التي تقدم بها عدد كبير من مسؤولي الدولة دفعة واحدة، وعن بروز اللواء علي محسن الأحمر بقوة على واجهة الأحداث، كقائد عسكري كبير، أكد وقوفه إلى جانب مطالب الثورة... الشعبية. دعونا في البداية نؤكد وكمبدأ، أن اليمن ملك لكل أبنائها، وأن الوطن يتسع للجميع، وكل من ينحاز إلى مصلحة شعبه هو محل ترحيب وتقدير من أبناء اليمن كافة، فبلادنا اليوم تقف أمام مفترق طرق، تمر فيه بظرف دقيق بالغ الخطورة، وهي بأمس الحاجة إلى تضافر كل الجهود لترميم ما دمره نظام علي عبدالله صالح على مدى ثلاثة عقود، وشمل مختلف أوجه الحياة، الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية، و... غيرها. أما اللواء علي محسن، فالدور المنتظر منه في هذه المرحلة هو توفير الغطاء والحماية اللازمة للثورة الشعبية، في مقابل التهديد الذي ما زال يمثله نظام الرئيس صالح، وما تبقى من القوات التابعة له، وذلك حقناً للمزيد من دماء... المواطنين. هذا الدور مهم بطبيعة الحال، واليمن بحاجة إليه اليوم، وإذا ما قام به اللواء على الوجه الأمثل، فإنه سيدلل على حرصه وولائه لبلده، كما سيؤكد محبته لشعبه، وأعتقد جازماً أنه بعمله هذا سيتوج حياته خير تتويج، وسيكون ذلك بمثابة "الكفارة" التي قد تمسح انطباعات سلبية ترسخت في أذهان الشعب اليمني بفعل السنوات الطويلة التي كان فيها أبرز المساندين لهذا النظام... المتخلف. على أية حال، لابد من التحذير من مغبة الانجرار وراء العاطفة، وليكن ماثلاً أمام أعين كل أبناء هذا الشعب العظيم حقيقة أنهم يواجهون نظاماً يتفنن في أساليب الخداع، وهو لم يتقن طوال سنوات حكمه شيئاً بقدر إتقانه الحيل، والألاعيب، وحياكة... المؤامرات. ولكي لا نبالغ في التشاؤم، أو ننظر لمجريات الأحداث "من وراء نظارة سوداء"، لا بأس من الاستفادة من تجربة الثورتين التونسية والمصرية، حيث أبدى الشباب فيهما تصميماً كبيراً على متابعة أهدافهم، ولم يكن إسقاط النظام هو نهاية المطاف بالنسبة لهم، بل كان البداية لتحقيق الشعارات التي رفعوها، وترجمتها بالتالي إلى واقع ملموس رغم كل محاولات الالتفاف والتسويف من جانب بقايا... النظامين.
نقطة أخيرة: عجلة التغيير دارت، وليس بالإمكان إيقافها، أو "إعادة عقارب الساعة إلى الوراء" كما كان يردد أحد رؤساء اليمن السابقين بمناسبة وبغير مناسبة، لكن يظل أن الحذر... واجب!!