ربما لم يفجع الإصلاحيون، أو إخوان اليمن، برحيل مفاجئ منذ رحيل عبده محمد المخلافي مطلع السبعينات إلى الآن، مثلما فجعوا برحيل فيصل الضلعي وفي هذا التوقيت بالذات. مات كثيرون من رجال الإصلاح، لكن الضلعي أحد أكثر الراحلين أهمية منذ نشأة إخوان اليمن، إنه شخص استثنائي ومن قياداتهم النوعية. لم يكن فقط متواضعاً، ولا من الشخصيات الفاعلة داخل الإصلاح فحسب، ولكن هو قبل 21 عاماً كان أحد مؤسسي أكبر وأهم الأحزاب السياسية اليوم في منطقة الشرق الأوسط؛ التجمع اليمني للإصلاح. الإصلاح، الذي يقود مع المشترك اليوم التحول الأهم في تاريخ اليمن سياسياً واجتماعياً وثقافياً، كان الشيخ فيصل الضلعي أحد مؤسسيه عام 1990. ولقد مات (رحمه الله) داخل مقرات الإصلاح، ليكون أحد مؤسسي هذا التحول العظيم.. مات بذبحة صدرية تحت ضغط السهر المتواصل والإرهاق الشديد كما يموت الكبار. ستقرأ الأجيال رحيل فيصل الضلعي كقصة تاريخية جميلة من قصص هذه الثورة العظيمة التي دوّخت الدنيا بمفارقاتها العجيبة.. لقد قرر أن يرحل في هذا التوقيت الصعب، لكن السانح لدخول التاريخ، في حين قرر آخرون الرحيل إلى مزبلة التاريخ كما تفيد المؤشرات، وشتان بين هذا وذاك. كان فيصل الضلعي قائداً فذاً رحيماً يجيد الاستماع ويضبط الكلام إذا تحدث، ثم إنه كان لطيفاً معي ذات مرة.