تظاهر عشرات الالاف اليوم الخميس في عدد من شوارع العاصمة صنعاء، في الوقت الذي دعت فيه اللجنة التنظيمية لثورة الشباب أبناء اليمن في مختلف محافظات الجمهورية للمشاركة يوم غد الجمعة في إحياء ما أطلق عليها "جمعة الثبات" بحشود مليونية. وقالت اللجنة التنظيمية لثورة الشباب إن جمعة الثبات هي رد على الرئيس صالح ونظامه الذي يراهن على نفاد صبر المعتصمين، وعودتهم إلى منازلهم. وتأتي "جمعة الثبات" بعد أسبوع من الأحداث الدامية التي شهدتها محافظات تعزوالحديدةوصنعاء، بعدما أحيا المحتجون في مختلف محافظات الجمهورية جمعة "الخلاص" الأسبوع الماضي. وكانت محافظة تعز قد شهدت أعنف أعمال القتل التي نفذتها قوات من الحرس الجمهوري والأمن المركزي وبلطجية يتبعون النظام ضد المتظاهرين خلال أيام الأحد والإثنين والثلاثاء الماضيين. وقتل خلال تلك الاعتداءات أكثر من 16 شخصاً وأصيب أكثر من 2000، فيما شهدت المدينة مسيرة مليونية يوم أمس الأربعاء تنديداً لأعمال القتل، وتصعيداً للمسيرات الاحتجاجية بالمحافظة. وفي الحديدة قتل متظاهران وجرح المئات من المعتصمين يوم الاثنين عندما تظاهر الالاف من أبناء المحافظة بالقرب من القصر الجمهوري ومبنى المحافظة تنديداً بأعمال القتل في تعز. وكانت صنعاء على موعد مع ما يعتقد أنها محاولة لإغتيال اللواء علي محسن صالح قائد الفرقة الأولى مدرع، عندما أطلق مسلحون النار عليه وعدد من مشائخ سنحان وبني بهلول الثلاثاء الماضي، أثناء تواجدهم بالقرب من بوابة معسكر الفرقة في صنعاء. وقال اللواء علي محسن الأحمر في تصريحات لقناة الجزيرة بأن محاولة إغتياله أعدت على مدى أسبوع من داخل القصر الجمهوري، وأنها كانت تستهدفه مباشرة مع عدد من المشائخ وفي مقدمتهم أخيه الذي جاء على رأس وفد وساطة بينه وبين الرئيس صالح. كما شهد الأسبوع الحالي تقديم المعارضة مبادرة للرئيس صالح تتلخص في تنحية عن الحكم لصالح نائبه عبده ربه منصور هادي، وتكوين مجلس عسكري ورئاسي، وإقامة حكومة وطنية تسير أعمال البلاد حتى إجراء انتخابات نيابية ورئاسية. وتغير الموقف الدولي الذي كان يصفه الثوار ب"المخزي" تجاه الأحداث في اليمن إلى موقف "إيجابي" لصالح شباب الثورة، فقد دعا البيت الأبيض الرئيس صالح بالإسراع في تسليم السلطة، فيما دعا البرلمان الأوروبي الرئيس صالح بالتنحي عن السلطة، في حين أوقفت هولندا مساعداتها لليمن حتى رحيل نظام صالح. كما دعا مجلس التعاون الخليجي السلطة والمعارضة لإجراء حوار فوري في الرياض لتسوية الأوضاع في اليمن، فيما كشف رئيس مجلس الوزراء القطري عن أن المبادرة الخليجية تتلخص في تسليم الرئيس صالح السلطة لنائبه وضمان سلامته وسلامة أسرته وعدم ملاحقتهم قضائياً. وبين جمعة وأخرى والتسميات المختلفة التي يطلقها شباب الثورة باليمن، تتسارع الأحداث بشكل يفصح عن تدهور الأوضاع الحالية التي تمر بها البلاد، مع استمرار الاعتصامات في أنحاء الجمهورية، وإصرار النظام على إدخال اليمن في مستنقع الأزمات الداخلية (إقتصادياً وسياسيا).