قال القيادي في المعارضة اليمنية حسن زيد إنهم عرضوا خطة على الرئيس علي عبدالله صالح نصت على ان يستقيل في غضون ثلاثين يوما ويحصل على ضمانات بعدم ملاحقته قضائيا. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن زيد الذي شارك في المحادثات مع الوساطة الخليجية في الرياض يوم الأحد ان الخطة التي طرحت خلال المفاوضات والتي قال ان الطرف الأميركي شارك في وضعها، "متوقفة على موافقة الرئيس" صالح عليها. وتنص الخطة بحسب زيد على "تسليم الرئيس صلاحياته إلى نائبه لمدة ثلاثين يوميا، ويقدم الرئيس بعد ذلك استقالته ويصبح نائب الرئيس رئيسا بالوكالة لمدة شهرين وتنتهي هذه الفترة بانتخاب رئيس جديد للجمهورية". وإذا ما وافق الرئيس اليمني على الخطة، يستطيع ان يحظى بضمانة لعدم ملاحقته قضائيا من خلال "إصدار قانون عفو". وهذه الخطة شبيهة في بعض بنودها إلى مبادرة تقدم بها الوفد الحكومي أثناء اجتماعه بوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي يوم الثلاثاء في العاصمة الإماراتية أبو ظبي. وقال مصدر مطلعة إن الوفد الحكومي عرض خطة لتنحي الرئيس بعد خمسة أشهر يتم خلالها سن تشريع جديد يمنع الملاحقة القانونية على صالح وأبناءه وأركان النظام، إضافة إلى فض الاعتصامات وتشكيل حكومة وطنية.
ويرفض شباب الثورة إعطاء أي ضمانات للرئيس صالح وأقاربه الذين يمسكون بزمام الأجهزة الأمنية، ويحملونه المسؤولين عن قتل وجرح مئات الشبان في غضون أكثر من شهرين منذ بدء الانتفاضة الشعبية العارمة المطالبة بإسقاط نظامه.
وتعليقاً على ذلك، قال المحلل السياسي علي الجرادي إن الرئيس صالح يحاول جر الخليجيين إلى مربع إفراغ الثورة السلمية من محتواها. وأضاف في حديث لقناة الجزيرة أن الرئيس صالح يرهن بقاءه بثلاثة أشياء هي: بقاؤه في القصر الجمهوري وحوله الدبابات والأسلحة، واستخدامه للاحتياطي النقدي للبنك المركزي والصناديق التنموية، إضافة إلى مبنى التلفزيون الذي يذيع صوراً لما تبقى لدى الرئيس من شعبية. ويرى الجرادي، وهو رئيس تحرير صحيفة الأهالي الأسبوعية، أن صالح يراهن أيضاً على المراوغة والكذب مع الوسطاء سواءً كانوا عرب أو أمريكان، مشيراً إلى نكثه (صالح) لاتفاق مع السفير الأمريكي في صنعاء يتنحى بموجبه لصالح نائبه. وقال إن الرئيس صالح أفرغ الحوارات من مضمونها، ويريد بها كسب الوقت ليس إلا، داعياً شباب الثورة السلمية في الساحات لتحديد خطة زمنية للزحف على المقار الحساسة للدولة كي تحقق الثورة نصرها.
ووصل صباح اليوم الخميس إلى العاصمة صنعاء الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني لمتابعة جهود الوساطة لحل الأزمة في اليمن، وللالتقاء بالرئيس علي عبدالله صالح.