أكد مصدر رفيع في الاستخبارات الباكستانية لCNN الجمعة، أن الجيش الأمريكي أخلى إحدى القواعد العسكرية في جنوبباكستان، وسط أنباء عن سقوط 25 قتيلاً على الأقل، في غارة نفذتها طائرة بدون طيار، يُعتقد أنها أمريكية، مما أدى إلى تزايد الخلافات بين واشنطن وإسلام أباد. وأفاد المصدر الباكستاني، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بأن أفراد الجنود الأمريكيين الذين كانوا يتواجدون في قاعدة "شامسي" الجوية، بإقليم "بلوشستان"، أخلوا القاعدة التي كانت تُعد مركزاً لانطلاق وتموين الطائرات الأمريكية بدون طيار، في هجماتها على أهداف في منطقة "القبائل" شمال غربي باكستان. كما أكد مصدر باكستاني آخر أن الجيش الأمريكي كان يستخدم القاعدة الجوية في إدارة مهام الطائرات بدون طيار، ضد أهداف داخل الأراضي الباكستانية، إلا أن المصدر، الذي ذكر أنه لا يريد كشف هويته نظراً لحساسية الأمر، لم يؤكد أن أفراد القوات الأمريكية قد غادروا القاعدة بالفعل. إلى ذلك، أكد مسؤول بالجيش الأمريكي لCNN "عدم وجود أي جنود أمريكيين في قاعدة شامسي الجوية في بلوشستان"، كما رفض الإجابة على سؤال حول ما إذا كان هناك أي تواجد للقوات الأمريكية في القاعدة الباكستانية في وقت سابق. وسقط 25 قتيلاً على الأقل، في وقت سابق الجمعة، نتيجة غارة نفذتها طائرة بدون طيار في منطقة "مير علي"، بإقليم "شمال وزيرستان"، أحد الأقاليم السبعة التي تشكل منطقة "القبائل" المتاخمة لأفغانستان، والتي ينشط فيها مسلحو حركة طالبان وتنظيم القاعدة، إضافة إلى جماعات مسلحة أخرى. وذكرت مصادر استخباراتية باكستانية أن الطائرة أطلقت نحو خمسة صواريخ على "مخبأ" كان يتحصن به عدد من المسلحين، وأضافوا أن المسلحين المشتبهين، هم أعضاء بحركة طالبان من مقاطعة "أوراكزاي" الباكستانية، وكانوا "يخططون لشن هجمات على قوات التحالف في أفغانستان." وفي 17 مارس/ آذار الماضي، سقط 44 قتيلاً، غالبيتهم من المدنيين، في قصف مماثل نفذته طائرة بدون طيار أيضاً، في هجوم أدانته وزارة الخارجية الباكستانية بشدة. وقال بيان صادر عن الخارجية الباكستانية إن "هجمات الطائرات بدون طيار، أصبحت مصدر إزعاج أساسي في حملة مكافحة الإرهاب"، وتابع البيان: "لقد قلنا مراراً وتكراراً إن مثل هذه الهجمات تؤدي إلى نتائج عكسية، ولا تؤدي إلا إلى تقوية يد الإرهابيين." وتُعد غارة الجمعة هي الغارة رقم 20 التي تقوم بتنفيذها طائرات بدون طيار داخل الأراضي الباكستانية، منذ بداية العام الجاري، مقارنة بنحو 111 غارة شنتها تلك الطائرات على مدار عام 2010 الماضي، وفق إحصائية تعدها شبكة CNN. يُذكر أن الولاياتالمتحدة لا تعترف رسمياً ببرنامج وكالة الاستخبارات المركزية السرية للطائرات بدون طيار في باكستان، ولكنها الدولة الوحيدة التي تعمل في المنطقة ولديها القدرة على تنفيذ مثل هذه الضربات.
