كشف الرئيس علي عبدالله صالح عن ترتيبات لإلتحاق اللواء 29 ميكا (لواء العمالقة) خلال الساعات القادمة بالمعارك ضد الحوثيين في محافظة صعدة (شمال اليمن). وتوعد مجدداً بتطهير الحوثيين ما ينفي صحة الأنباء التي تحدثت في وقت سابق عن وجود هدنة جديدة بين المتمردين الحوثيين وقوات الجيش. وحيا الرئيس صالح الروح العالية التي يتمتع بها اللواء 29 ميكا وذلك أثناء زيارة قام بها اليوم الأربعاء لمعسكر طارق بن زياد ، وقال "أحيي فيكم هذه الروح العالية, وأنا على ثقة أنكم ستضطلعون بكافة المهام التي تسند إليكم على أكمل وجه, وعندما توكل اليكم مهمة في الساعات أو الأيام القادمة، لتلتحقوا برفاق السلاح زملائكم في المنطقة الشمالية الغربية ومعكم نسور الجو الابطال الذين يلقنون عناصر التخريب والتمرد والإرهاب دروساً ليلاً ونهاراً ".
وتفقد الرئيس خلال الزيارة أحوال منتسبي اللواء 29 ميكا( لواء العمالقة)، حيث اطلع على مستوى الجاهزية القتالية للواء والمعنويات العالية لمنتسبيه. مشيداً بالبطولات التي قام بها اللواء أثناء حرب صيف 94، والتصدي لعناصر التخريب في المناطق الوسطى، وكذلك استعادة اللواء لمديرية رازح في الحرب الرابعة بمحافظة صعدة. وقال الرئيس "وكما شعاركم هو النصر, إن شاء الله من نصر الى نصر, لقد كان هذا اللواء العملاق البطل، له دوراً حاسماً أثناء فتنة الردة ومحاولة الإنفصال, وكان له دوراً إيجابياً في المناطق الوسطى للتصدي لعناصر التخريب وكان له دورا ايجابيا رائعاً أيضاً أثناء عملياته في رازح ضد عناصر التمرد والتخريب والإرهاب". وشارك لواء العمالقة الذي يتخذ من محافظة البيضاء موقعاً له في الحرب ضد الحوثيين لأول مرة في الحرب الرابعة في العام 2007 وتمكن حينها من تحقيق تقدم للجيش واستعادة مديرية رازح، وهي المهمة التي أوكلت إليه وقتها. كما استعين به في الحرب الخامسة عام 2008 لاستعادة مديرية حيدان وتخليص قوات اللواء 117 مدرع بقيادة عبدالعزيز الشهاري والذي وقع حينها في قبضة الحوثيين وفرضوا عليه حصاراً مشدداً. وكان المصدر أونلاين، علم في وقت سابق إن توجيهات صدرت بانضمام لواء العمالقة إلى المعارك ضد الحوثيين في صعدة، وتحركه تحديداً إلى منطقة الملاحيظ لاستعادتها من أيدي "المتمردين" الذين سيطروا عليها نهاية الأسبوع الفائت بعد انسحاب مفاجئ لوحدات الجيش هناك بقيادة العميد جواس. وقالت مصادر عسكرية أنه انسحاب تكتيكي.
وقالت المعلومات التي حصل عليها المصدر أونلاين إن مهمة لواء العمالقة الذي يتمتع بخبرات قتالية عالية ستشمل بالإضافة إلى منطقة الملاحيظ، استعادة مديريتي شدا وغمر التي يسيطر عليها المتمردين الحوثيين منذ وقت سابق. ولم تشر المصادر الرسمية إلى المكان الذي يتواجد فيه الآن لواء العمالقة حيث كان في زيارته الرئيس صالح، لكن مصادر مطلعة قالت ل"المصدر أونلاين" إن لواء العمالقة وصل فعلياً إلى حدود محافظة صعدة في استعداده لوصول منطقة الملاحيظ خلال الساعات القادمة. على عكس الأنباء التي تحدثت أمس الأول بدء مشاركته في الحرب وتحقيقه تقدم هناك. وكان في استقبال الرئيس علي عبدالله صالح اللواء محمد ناصر أحمد وزير الدفاع واللواء علي صالح الأحمر مدير مكتب القائد الأعلى للقوات المسلحة والعميد علي الجائفي أركان حرب المنطقة المركزية قائد اللواء. والاثنين الأولين يتواجدان في محافظة صعدة، حيث عقدا وفقاً للمصادر الرسمية اجتماعاً للقيادات العسكرية بمحور صعدة. وأكد الرئيس خلال زيارته للواء العمالقة على تكامل المهام بين القوات البرية والقوات الجوية التي هي الغطاء للقوات البرية، مشيراً إلى أن "لدينا القوة الضاربة ولا يهمني المدفع أو الآلي أوالدبابة ولكن يهمني الإنسان المقاتل، كونه أهم من الدبابه والمدفع بمعنويه وصلابته وتدريبه وثقته بالله سبحانه وتعالى وبحبه للثورة والجمهورية والوطن والحرية والديمقراطية ".
واستطرد الرئيس قائلا "نحن على ثقة من أننا في الأسابيع القادمة سنعمل على تطهير هذه المناطق فلدينا تجربة من عام 1978م في المناطق الوسطى حتى عام 1982م وحسمناها عسكرياً، ولدينا تجربه آخرى مع عناصر الردة والإنفصال وحسمناها خلال سبعة وستين يوماً ، ونحن على ثقة إننا سنخمد هذه الفتنة ". وذلك ما يشير إلى عدم صحة الأنباء عن وجود هدنة جديدة بين الحوثيين وقوات الجيش. وخاطب الرئيس المقاتلين "وراءكم وحدات تلو الوحدات وهي في جاهزية قتالية عالية وكنا خلال السنوات الماضية نقول عسى وعسى أن يستجيبوا لصوت العقل والمنطق وأن يستجيبوا للسلام ولكنهم احرقوا المزارع وقتلوا الأطفال وقتلوا النساء وبسبب التمرد والتخلف وبسبب تعنتهم وتخلفهم حدث ما حدث ويحدث من فتنة شيطانية في صعده أو في مديرية حرف سفيان". واختتم بقوله "صحيح أنها لو كانت المواجهات مع قوة نظامية لحسمت في الأشهر الأولى أو في الأسابيع الأولى ولكننا نواجه حرب عصابات وليس حرباً نظاميه ومع ذلك سنغير التكتيك وسنغير إستراتيجيتنا العسكرية في تعقب عناصر التخريب والتمرد بمايكفل استئصال فتنة تلك الغناصر وإنهاء أعمالهم الإجرامية والتخريبية إلى الأبد أنشاء الله تعالى".