أعلن شباب الثورة في ساحة التغيير بصنعاء رفضهم القاطع لموافقة أحزاب المشترك للمبادرة الخليجية، وأكدوا استمرارهم في الاعتصامات المطالبة بتنحي الرئيس صالح وتصعيد الاحتجاجات. وقال شباب الثورة اليوم الثلاثاء إن الاتفاق المزمع توقيعه بين الحزب الحاكم والمشترك برعاية خليجية، لا يمثل إلا تلك الأحزاب وقيادتها. وشهدت ساحة التغيير اليوم الثلاثاء غضباً عارماً في أوساط المعتصمين الذين أعلنوا استعدادهم للزحف إلى القصر الجمهوري في حال لم يرحل الرئيس صالح عن الحكم، مؤكدين بأن جمعة الفرصة الأخيرة كانت الفرصة الوحيدة لرحيل صالح. وقال عدد من شباب الثورة بساحة التغيير أن المشترك لا يمثل الشباب وإنما يمثلون أحزابهم، لكن آخرين أشاروا إلى إن المشترك يقوم بمراوغة الحزب الحاكم حتى يضعه "في مستنقع كذبه". ويرى محمد غلاب أحد المعتصمين أن موافقة المشترك على المبادرة مناورة سياسية مقبولة، مضيفاً ل"المصدر أونلاين" الرئيس هو الذي سيرفض المبادرة لأنه كاذب، وموقف المشترك حكيم لأنهم يعلمون بأن الرئيس مخادع وهذا ما سيدفع الخليجيين للتخلي عنه". وتابع " تعودنا من الرئيس أن يجعل الاخرين هم المخطئين ولكن الآن هو من وقع بالفخ، وسيكون في النهاية مفضوحاً بزيفه أمام الخليجيين والأمريكيين". لكن نبيل العريقي اعتبر موقف المشترك لا يهم شباب الثورة في ساحات التغيير والحرية وأن الحكم الأول والأخير يعود للمتواجدين في الساحات. وقال ل"المصدر أونلاين" رأي الشباب هو الأهم، والمشترك يتحدث عن نفسه، وأعضاء تلك الأحزاب غالبيتهم ضد هذا الموقف الذي اتخذته تلك القيادات، وفي النهاية الكلمة هي للشارع الرافض لتلك المبادرات"، لكنه في الوقت نفسه يرى أن ما يقوم به المشترك عبارة عن "مناورة مع الحزب الحاكم.بحسب قوله. ويتفق أحمد سالم مع العريقي، قائلاً في حديث ل"المصدر أونلاين" أن شباب الثورة هم أصحاب القرار كونهم متواجدين في الساحة منذ حوالي 3 أشهر، وأحزاب المشترك ليس لها رأي ولا وصاية علينا كشباب". وأضاف "نحن نقول لصالح ارحل، وعلى المشترك أن يفهم أن مناوراته مع الحزب الحاكم مفضوحة ومشكوك فيها، والمظلوم هو الشعب اليمني وهو من له القرار، وعلى الشباب أن ينسوا الحزبية في الوقت الحالي وأن يتحدوا جميعاً خلف هدف واحد وهو إسقاط النظام حتى يتحقق لنا ما خرجنا لأجله منذ البداية". وأكد ان تلك الاتفاقيات بين أحزاب المعارضة والمؤتمر ستفشل أمام صمود الشباب والتصعيد الذي سيقومون به خلال الأيام القادمة، لإرغام الرئيس صالح على التنحي الفوري ومحاكمته.بحسب قوله. ويختلف فارس نعمان مع من سبقه في الرأي، إذ يقول يجب على المشترك أن يستمر في الحوار الحالي مع الحزب الحاكم حتى يصل إلى نهاية المطاف، وأن يتنحى صالح سلمياً بدون إراقة للدماء. لكن نعمان استدرك، وقال ل"المصدر أونلاين" أما إذا فشل المشترك في الاتفاق مع صالح، فعليه أن يتحمل عواقب ما سيحدث بعد ذلك لأن شباب الثورة سيفجرون الوضع، وسيزحفون للقصر الجمهوري، وعندها ستكون شعبية المشترك قد وصلت للحضيض". وانتقد الشاب خالد الشرعبي المعتصمين ووصفهم بالعاطفيين، وقال ل"المصدر أونلاين" شباب الثورة للأسف عاطفيين أكثر من أن يكونوا سياسيين ولم يأخذوا الجدية الكاملة في التعامل مع ما يحدث من أزمة حقيقية. وأضاف "انقسم الشباب بين مؤيد لموقف المشترك ورافض، وكان الأجدر بهم أن يأخذوا تلك الموافقة بعقلانية ونظرة سياسة كاملة، ويقومون برفع الكارت الأصفر بوجه المشترك لإنذاره بوضعهم في القائمة الحمراء إن لم يصلوا لحل مناسب بما يجعلهم إلى صفوف الثورة".
وتباينت آراء الشباب المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء إزاء موقف المشترك من المبادرة الخليجية، فبينما يرى البعض إن موقف المشترك مقبول سياسياً وأنه يأتي في إطار المحاولات للوصول إلى رحيل سلمي لصالح وبدون إراقة المزيد من الدماء". تقبل آخرين موقف المشترك باستياء شديد، واعتبروه "خيانة لدماء الشهداء والجرحى الذين سقطوا برصاص قوات صالح منذ بدء الاحتجاجات".
وفيما ذهب البعض إلى اتهام قيادات المشترك "بالسعي لتحقيق مكاسب والوصول للسلطة على حساب الشباب المعتصمين". إلا أن هناك اتفاق في أوساط شباب ساحة التغيير على الصمود ومواصلة الاحتجاجات حتى يسقط صالح ونظامه.