تتواصل الاعتصامات والمظاهرات المطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح في أكثر من 15 محافظة باليمن منذ أكثر من شهرين، مع انسداد الأفق السياسي لحل سلمي يفضي إلى تنحي صالح عن منصبه. وتعالت مساء أمس السبت أصوات محتجين غاضبين داخل ساحة التغيير في العاصمة صنعاء تطالب بالتصعيد والزحف نحو القصر الرئاسي. وخرج مئات المحتجين في مظاهرات داخل ساحة التغيير، واستطاعوا الصعود إلى المنصة الرئيسية ورددوا هتافات تدعوا إلى تسيير مظاهرات صوب القصر الرئاسي المحاط حالياً من جميع جوانبه بمئات الجنود والعربات والدبابات التابعة للحرس الجمهوري. وكان أحد المحتجين أعلن مساء أمس أن المظاهرة صوب القصر الرئاسي ستسير صباح اليوم الأحد، لكنها لم تخرج بسبب عدم اتفاق جميع الائتلافات على الخطوة، وخشية أن تتعرض مسيرة صغيرة للقمع على يد قوات الأمن. يأتي هذا بعد يوم من إعلان اللجنة التنظيمية للثورة الشبابية الشعبية الانتقال إلى المراحل النهائية من الثورة السلمية المطالبة بإنهاء حكم صالح المستمر منذ نحو 33 عاماً. وانتقد الشبان الغاضبون أحزاب اللقاء المشترك التي يقولون إنها ما تزال تراهن على تحقيق حل سياسي وفقاً للمبادرة الخليجية المتضمنة تنحي الرئيس صالح عن الحكم في غضون ثلاثين يوماً وتنظيم انتخابات رئاسية بعد ستين يوماً. لكن التعديلات الأخيرة على المبادرة الخليجية ربما تقرب أحزاب المشترك من الشبان بعد أن أظهر صالح مراوغات خلال الأسابيع الماضية استطاع خلالها التهرب من التوقيع على المبادرة الخليجية. وأعلن تكتل أحزاب اللقاء المشترك المعارض إنه متمسك بصيغة المبادرة الخليجية التي سلمت لهم في 21 أبريل الماضي، وأمهل نظام يومين فقط لتوقيع الاتفاق. وقال في بيان له اليوم الأحد أنه يمهل النظام صالح يومين فقط للتعامل بجدية مع المبادرة الخليجية، مضيفاً أن أي مماطلة إضافية من قبل النظام "سيضع النظام أو ما تبقى منه وجها لوجه أمام خيارات الشعب، التي سوف نساندها وندعو كل الأشقاء والأصدقاء لمساندتها".