كانت الجمعة الفائتة في مدينة إب جمعة حزينة بعد "مذبحة" ارتكبتها قوات من الحرس الجمهوري التي جن جنونها عندما قام مجموعة من الشباب بمحاصرة بعض أفرادها الذين اعتلوا إحدى العمارات القريبة من تجمعهم، فما كان منها إلا أن أطلقت النار على المتظاهرين بشكل جنوني مستخدمة الرشاشات.. المحصلة كانت 3 شهداء و20 جريح بالرصاص و130 حالة إصابة بالغازات الساحة حيث امتلأت المستشفى الميداني بالحالات حتى أنه لم يعد يستطيع استقبال أي حالة مما أدى إلى إرسالهم إلى المستشفيات الخاصة. الحاج علي علي ناجي العرومي البالغ من العمر (73) عاماً كان كثير المكوث في خليج الحرية مشاركا الشباب اعتصامهم المطالب بإسقاط نظام الرئيس علي صالح، وكان من أكثرهم حماسا حتى إنه عندما كان يغادر الساحة ويتجول في شوارع الأسواق وشوارع المدينة لا يكف عن ترديد هتافات الثورة المطالبة بإسقاط النظام. وكان الجنود المتمركزون على الجولات وفي الشوارع ينادونه "يا مجنون"، وذلك كاعتداء لفظي بعد أن عجزوا عن الاعتداء الجسدي عليه إذ كان المواطنون يحولون بينهم وبينه. شارك الشباب ثورتهم، وخرج معهم لأحد هدفين: إما إسقاط النظام، وإما الشهادة. فتحقق له الهدف الأخير، وترك الهدف الآخر ليحققه الملايين من الذين لا يزالون في الساحات والميادين. الجمعة الماضية، كان العرومي بين المتظاهرين في شارع الدائري، الشارع الذي تجمعت فيه مليشيات مسلحة تابعة للرئيس صالح وأعداد كبيرة من قوات الحرس الجمهوري. وهناك قام أحدهم يعتلي سطح أحد المنازل بإلقاء حجر على رأسه، ليسقط مضرجا بدمائه.. أسعف على إثرها لتلقي العلاج، لكن الحجر ترك شجة في الرأس وآثارا فاقت إمكانيات الطب المتوفرة. لقد كانت الرمية ممتلئة حقدا بعد أن عجز المؤيدون للرئيس صالح من إقامة مهرجان بالآلاف يعلنون فيه تأييدهم للرئيس، بينما كان أبناء الثورة بمئات الآلاف. يتعاهد شباب الثورة –باستمرار- على الوفاء لكل الشهداء، و"شيخ الشهداء" بحسب تسميتهم هو الشهيد علي العرومي، ويحفظ له ال"يو تيوب" مقطعا يظهر فيه مضرجا بدمائه جراء الإصابة وهو يقول: أريد أن أموت على دين محمد بن عبدالله لا علي دين علي عبدالله.. رغم حالته المادية التي عاشها خلال عمره ورغم أسرته الكبيرة وأن له تسعة أبناء أكبرهم في السادسة والعشرين من العمر، إلا أن السلطة قامت بالبسط على أرضية يملكها في تعز، ولم يحصل على تعويض مقابلها حتى وافاه الأجل.
مئات الآلاف يشيعون الشهداء كان الحاج علي العرومي واحدا من الشهداء الثلاثة الذي سقطوا في "جمعة الحسم" برصاص عناصر من الحرس الجمهوري، وقد توافقد مئات الآلاف من مختلف مديريات المحافظة للصلاة عليهم يوم أمس الاثنين في خليج الحرية، وشيعوهم في مسيرة حاشدة.
فضيحة "سبأ" مع شيخ الشهداء قناة سبأ التي تعودت على تزييف الحقائق والتي تباكت على الرجل الذي كان متهما بقتل عدد من الشباب في مدينة الثورة الرياضية بصنعاء في يوم الديمقراطية (27 إبريل الماضي)، واستأجرت رجلا على أنه هو الذي تم الاعتداء عليه من قبل شباب الثورة. حاولت أن تكرر ذات الأمر مع الشهيد علي ناجي العرومي، إلا أنها فضحت قبل أن تتمكن من ذلك، حيث أفاد الحاج علي محسن دويد (من سكان حارة الوزعية) الذي يقاربه في العمر، أنه رفض مائتي ألف ريال عرضتها عليه القناة لتظهره على أنه هو الحاج العرومي وتريد أن تسجل له حديثا معينا تلقنه إياه، لكن الرجل رفض، وقال لهم: هذه نفس!!
واعترف الحاج دويد بهذه القضية في تسجيل مصور منشور على ال"يو تيوب".