يشكو مواطنون في العاصمة اليمنية صنعاء من انتشار ظاهرة إطلاق الرصاص الحي في الهواء والألعاب النارية بشكل يومي أثناء ساعات الليل، منذ أطلقت معسكرات ومواطنون النيران في الهواء مطلع يونيو الفائت "ابتهاجاً بنجاح العملية الجراحية" التي اجريت لصالح. وقال سكان محليون في صنعاء ل«المصدر أونلاين» إن العديد من المواطنين يطلقون النار والألعاب النارية بشكل شبه يومي أثناء ساعات الليل ما يتسبب في بث الرعب في أوساط السكان خشية اندلاع حرب خصوصاً مع تدهور الأوضاع الأمنية والسياسية في البلاد.
ولم تشهد مدينة صنعاء حوادث إطلاق الرصاص والألعاب النارية منذ سنوات إلا فيما ندر، نظراً للغرامات الباهظة التي كانت تفرضها السلطات الأمنية على مطلقي النيران.
وبدأ القلق يراود السكان في صنعاء وعدة مدن يمنية منذ اندلاع الثورة الشبابية السلمية في فبراير الماضي، بعدما استخدمت قوات الأمن و«بلطجية» يتبعون الحزب الحاكم الرصاص الحي لإرهاب المحتجين وردعهم عن المسيرات المناوئة لنظام صالح.
وشهدت صنعاء اشتباكات عنيفة لأسابيع بين أنصار الشيخ صادق الأحمر والقوات الموالية للرئيس صالح في نهاية مايو الماضي، واستخدمت خلال المواجهات كافة أنواع الأسلحة الخفيفة والثقيلة.
ونزح سكان حي الحصبة والمناطق المجاورة من منازلهم بسبب اشتداد المواجهات، بينما قال سكان في مناطق بعيده أن أصوات الاشتباكات والانفجارات كانت تسمع خصوصاً في أوقات الليل، وانها تسببت بقلق وخوف لديهم خصوصاً الأطفال والنساء. وعاش السكان في صنعاء ليلة عصيبة عندما أطلق أنصار الرئيس صالح الرصاص الحي والألعاب النارية في الهواء في ليلة الثامن من يونيو الماضي واستمرت ما وصفت ب«ليلة الفرح بنجاح العملية الجراحية» لصالح، لأكثر من ثلاث ساعات، وتحدثت تقارير صحفية عن مقتل وإصابة العشرات بالرصاص المتساقط على المواطنين. ومنذ ذلك اليوم تسمع أصوات إطلاق نار في أوقات مختلفة بشكل مستمر، خصوصاً في منتصف الليل، فيما يقوم آخرون باستغلال التدهور الأمني لإطلاق النار في الهواء خلال احتفالات الزفاف. ويوم الخميس الماضي اشتكى سكان حي شارع الحرية بصنعاء من إطلاق الرصاص بشكل مستمر في عرس بالحي، وقالوا إن جنود قسم شرطة الحميري القريب من الحي لم يتحركوا لإيقاف إطلاق النار. وقال سمير الحاج أحد أبناء الحي ل«المصدر أونلاين» إنهم فوجئوا بإطلاق رصاص خفيف ليلة الأربعاء، وسرعان ما تحول إلى أشبه «بالحرب» يوم الخميس، مضيفاً: «هذا أشعرنا بالخوف». وبحسب السكان الذين يعيشون في أحياء «الزراعة ومذبح والسنينة والروضة والمطار وسواد حنش» فإن إطلاق الرصاص سبب قلقاً للسكان، ما اضطر عدد من الأسر لمغادرة تلك الأحياء. عبدالسلام النمر يسكن في منطقة مذبح يقول إن السكان اعتادوا على سماع إطلاق الرصاص من قبل بسبب مشاكل الأراضي، «لكن ليس كما يحدث الآن». وأضاف في حديث للمصدر أونلاين «أظن أن ما يحدث الآن وخصوصاً في مذبح هي عمليات إرهاب من قبل نظام صالح لتخويف المواطنين الآمنين.. نحن نملك سلاح ورصاص ولكننا لم نخرجها ونطلقها بالهواء كما يفعلون».