ذكرت صحيفة يمنية اليوم الأربعاء أن دول مجلس التعاون الخليجي تلقت تأكيدات من الولاياتالمتحدة بأن الرئيس علي عبدالله صالح بعث بخطاب إلى البيت الأبيض يؤكد فيه عدم رغبته في العودة إلى اليمن، وهو ما يعزز أنباءً نشرت خلال اليومين الماضيين. وقال مسؤولون يمنيون وأمريكيون يوم الاثنين إن صالح رضخ لضغوط أمريكية وسعودية بالبقاء في الرياض وعدم العودة لليمن، بعد مغادرته المستشفى العسكري بالرياض الذي ظل يتلقى فيه العلاج من جروح أصيب بها في محاولة اغتيال له وقعت مطلع يونيو الفائت. ونقلت صحيفة أخبار اليوم في نسختها الصادرة اليوم الأربعاء عن دبلوماسي خليجي رفيع قوله إن «دول الخليج والأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي تلقت تأكيدات من الجانب الأميركي أن صالح بعث بخطاب للبيت الأبيض، أكد فيه موافقته الصريحة لنقل السلطة إلى نائبه وكذلك قراره في عدم الرغبة بالعودة إلى اليمن». وأضاف الدبلوماسي الخليجي الذي شدد على عدم الكشف عن هويته أن خطاب صالح لقيت ترحيباً من جانب البيت الأبيض عبر أحد مستشاري الرئيس الأميركي أوباما، الذي طالب أيضاً بالنقل الفوري للسلطة دون تأخير وفق المبادرة الخليجية. وتدعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي خطة توسطت بها دول مجلس التعاون الخليجي تقضي باستقالة صالح ونقل صلاحياته لنائبه لإجراء انتخابات رئاسية مبكرة مقابل منحه وعائلته وأركان نظامه حصانة ضد الملاحقة القضائية. لكن صالح تنصل عن وعوده بالتوقيع على الخطة الخليجية ثلاث مرات في اللحظات الأخيرة. وأبدت الخارجية الأمريكية يوم أمس الثلاثاء استغرابها من عدة توقيع صالح على المبادرة الخليجية رغم وعوده السابقة بالتوقيع. وقالت المتحدثة فيكتوريا نولاند في مؤتمر صحافي «اعتقد ان السؤال الاهم هو لماذا يجد الرئيس صالح هذه صعوبة في توقيع هذه الاتفاقية لتمكين بلده من المضي قدما». وكانت وكالة أسوشيتد برس الأمريكية نقلت يوم الاثنين على لسان مسئولين يمنيين تحدثوا -شريطة عدم ذكر أسمائهم- «أن الولاياتالمتحدة والسعودية حذرتا صالح من أن عودته إلى اليمن من المحتمل أن تشعل حرباً أهلية». وقال أحد المسؤولين المقربين من صالح للوكالة ذاتها «إن الرئيس رضخ على مضض للضغط الأمريكي السعودي للبقاء في الرياض». وأضاف «سيواصل الإصغاء إليهم إلى أن يتحسن بشكل كامل من جروحه ثم بعد ذلك سيقرر ما سيقوم به». وكانت صحيفة الشرق الأوسط الصادرة من لندن قالت إن مسؤولين أمريكيين أقنعوا صالح بعدم العودة إلى اليمن. وقالت مصادر أميركية للصحيفة إن صالح «قرر نهائيا ألا يعود إلى اليمن» وذلك بسبب الضغوط الأميركية التي مورست عليه.
لكن الرئاسة اليمنية قالت أمس الثلاثاء إن الأنباء التي تحدثت عن عدم عودة صالح لليمن «لا صحة لها». ونقلت وكالة الأنباء الحكومية «سبأ» عن مسؤول في رئاسة الجمهورية قوله إن صالح سيعود إلى البلاد بعد فترة نقاهته المحددة من الأطباء، مضيفاً أن الأخبار التي نشرت عن عدم عودة صالح إلى اليمن «ملفقة ولا تستند إلى الحقيقة والواقع»، وتهدف «إلى البلبلة».
الصورة لمتظاهرين مناهضين لنظام صالح في صنعاء (AP).