ذات مرة كتب مروان الغفوري هل تتذكرون سقطرى وذلك في رسالة جميلة لأنبياء صنعاء الجدد.. ولكنهم لم يفعلوا ذلك يا مروان.. وحدهم أهل «المصدر اونلاين» من يتذكرنا. نُسميها نحن ساقطري ..هكذا ببساطة لأننا نعشقها ونحبها تضفي دائما وأبدا على قلوبنا ربيع اخضر.. ربيع من الحب والسلام والوئام وحين بزغ ربيع العرب افتديناه بقلوبنا وجوارحنا ونسجنا من ألق الشموس مشاعلاً وغنت لنا الأرض والسموات العلى. يا مروان .. كنا قد تفهمنا مثلا أن يبعدونا من اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين لاعتقادنا أن قومك يؤمنون إيمانا راسخا أننا غُرباء .. ولأننا لا زلنا في العهود الغابرة ولم نقرأ قصائد بوشكين وقصص أبلان ولم نسمع إطلاقا عن امرؤ القيس وهدى العطاس.. لم نسمع مثلا أن تولستوي العظيم قد مات بداء الرئة في مترو الأنفاق وأن هيمنجواي قد مات منتحرا .. بل لم نطرب حتى لحسين محب وهو يطرب «لو هو صحيح مخلص..ليش باعني ..يا الله بعلم الخير» ولكن حز في نفوسنا أن يتجاهلونا ويبعدونا من مجلسهم الوطني وذلك لسبب بسيط.. أننا قد شاركناهم كل لحظات الفرح والألم وتحملنا الكثير والكثير وجزاءنا الجور والنكران .. كجيفة في بيداء تنهشها الطيور والجوارح. يا مروان إننا قوم مسالمون ومواطنون صالحون .. ولكننا لُسنا من قال فيهم المتنبي أنهم من يسهل الهوان عليهم.. فأجسادنا حية ودماءنا أيضا. قل لقومك ماذا يريدون؟ هل يريدون أن نذًكرهم أننا كنا دولة تهفوا إلينا الأمم والحضارات .. أم يريدوننا أن نحمل السيف وبيننا بحور وأمواج.. يا مروان .. ما بال أنبياء صنعاء الجدد لا يفرقون بين المحيط الهادي والمحيط الهندي .. كفى تجاهلا وغرورا .. كفى تعاليا وتمنطقا.. كفى يا مرضى الاكتئاب. ومرة أخرى يا عزيزي .. هل تتذكرون سقطرى؟